قال برنستون ليمان المبعوث الاميركي للسودان الاربعاء ان النزاع في الولايتين السودانيتين الحدوديتين، النيل الازرق وجنوب كردفان، يشكل عقبة في طريق تحسين العلاقات بين الخرطوم وواشنطن والذي كانت توقعته حكومة الشمال بعد سماحها بانفصال الجنوب عنها. وصرح ليمان للصحافيين عقب لقائه وزير الخارجية السوداني علي احمد كرتي "نحن لا نزال نرغب في التحرك على طريق تطبيع" العلاقات بين الولاياتالمتحدة والسودان. واضاف "لكن بالتاكيد فانه عندما يكون لديك وضع كما في جنوب كردفان والنيل الازرق، فان ذلك يضع عقبة في الطريق"، مضيفا ان النزاعات تثير عددا من "المشاكل الخطيرة" ومن بينها انتهاكات محتملة لحقوق الانسان وكذلك ازمة انسانية. واندلع القتال في ولاية النيل الازرق يوم الجمعة الماضي بين الجيش السوداني وعناصر من الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال المتمردة السابقة (الحاكمة في جنوب السودان). وقالت الاممالمتحدة الاربعاء ان سلطات شمال السودان منعت منظمات الاممالمتحدة وغيرها من منظمات الاغاثة من الدخول الى ولاية النيل الازرق التي شرد فيها 50 الف شخص على الاقل بسبب القتال. وهذا هو ثالث قتال كبير يندلع في المناطق الجنوبية منذ ايار/مايو الماضي عبر الحدود مع جنوب السودان الذي استقل حديثا. وكما هي الحال في جنوب كردفان المجاورة التي اندلع فيها القتال قبل ثلاثة اشهر، فان سكان النيل الازرق منقسمون ما بين مؤيدين للخرطوم ومؤيدين للحركة الشعبية شمال السودان. وبعد فترة قصيرة من بدء القتال، اعلن الرئيس السوداني عمر البشير عزل والي النيل الازرق مالك عقار وفرض فيها حال الطوارئ وعين حاكما عسكريا عليها. ووصف ليمان الوضع الحالي بانه "خطير للغاية" لان المناقشات بين الجانبين انهارت وكذلك لان على الحكومة التحدث مع الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال "بوصفها طرف سياسي مهم في السودان". واضاف ان "الجانبين لا يتحدثان الى بعضهما البعض سياسيا، وهذا يعني ان الوضع لا يزال خطير جدا".