افردت الصحف البريطانية الصادرة صباح الأحد مساحة كبيرة من تغطيتها للشأن الليبي على صفحات الرأي والأخبار على حد السواء. نشرت صحيفة الاندبندنت اون صنداي تقريرا من إعداد مراسليها ديفيد راندال وجوناثان اوين عن الانتهاكات التي وقعت في العاصمة الليبية خلال الأيام الماضية، وحاولت خلاله الإشارة إلى أهم ما يجب على المجلس الوطني فعله خلال الفترة المقبلة. وبينما افردت الصحيفة جزءا كبيرا من صفحتها الثانية للتقرير، إلا أنها نوهت إليه بصورة كبيرة احتلت صفحتها الأولى بدت فيها جمجمة بشرية وسط البقايا المتفحمة وتحتها العنوان التالي طرابلس، 27 اغسطس 2011، الثمن الفادح للحرية . يقول التقرير صار من الواضح الثمن الفادح الذي دفعه الليبيون للتحرر من العقيد القذافي . وأضاف التقرير أن فريقا تلفزيونيا بريطانيا التقط صورا للبقايا البشرية المتفحمة لحوالي 53 شخصا في مستودع محترق جنوب العاصمة طرابلس. وأشار التقرير إلى أن هذا الاكتشاف يأتي بعد يوم واحد من العثور على 120 جثة متحللة في مستشفى في طرابلس. ونقل التقرير عن بعض سكان المنطقة أنهم تنبهوا إلى وقوع شىء ما في هذا المكان قبل عدة أيام بعد سماع أصوات طلقات، لكن قناصة تابعين للنظام قالوا إنهم سيطلقوا عليهم النار إذا لم يعودوا أدراجهم. واعتبر معدا التقرير أن أول اختبار للمجلس الوطني الانتقالي هو وقف الاغتيالات بدم بارد . ويتابع التقرير وإذا أرادوا أن يعتمدوا على الدعم الأمريكي والبريطاني، فإن عليهم التأكد من أن كبار قادتهم غير مرتبطين بتنظيم القاعدة ولا بالمتعاطفين معه . وننتقل إلى صفحة الكاريكاتير في الاندبندنت التي نشرت رسما جمع بين العقيد القذافي والرئيس السوري بشار الأسد والرئيس العراقي السابق صدام حسين. بدا صدام حسين في الجحيم وسط النيران الملتهبة وهو يشير إلى القذافي والأسد بالقدوم إليه. وقال القذافي الذي وقف على حافة الجحيم للأسد أنت أولا ، فرد عليه قائلا لا، بعدك أنت . صحيفة الاوبزرفر نشرت تقريرا من إعداد مراسلها كريستوفر ستيفن من مصراتة. يقول ستيفن إن مقاتلي المجلس الوطني القادمين من مصراتة حولوا اهتمامهم إلى (باني وليد) وهي بلدة جنوب العاصمة ربما تكون المكان الذي يختبىء فيه العديد من جلاوزة القذافي . وأضاف أن الدكتاتور نفسه ربما يكون مختبئا في البلدة، في إشارة إلى القذافي. ويروى ستيفن مشاهداته قائلا إن مجموعة من سيارات الجيب السوداء الممتلئة بالمقاتلين الملتحين خرجت بالأمس من مصراتة متجهة نحو (باني وليد). وقال إن مقاتلي مصراتة الذين شاركوا مؤخرا في المساعدة على السيطرة على طرابلس توجهوا إلى ضواحي المدينة الصحراوية ، مع ورود معلومات استخبارية تشير إلى احتمال وجود القذافي في هذه المنطقة. ونقل ستيفن عن مصطفى حبورة، وهو مقاتل في فرقة تدعى (حسم) كانت ضمن الفرق الأولى التي دخلت باب العزيزية، قوله يجب أن نعثر عليه (القذافي) لإيقاف هذه الحرب . طرابلس تحتاج إلى تعلم دروس العراق ، كان هذا هو العنوان الذي اختارته صحيفة الصنداي تايمز لافتتاحيتها. تقول الصحيفة إن هناك العديد من الاشياء التي تدعو للاحتفال في ليبيا ، لكن تنبه إلى أن هناك خطرا قائما كذلك من نشوب حرب أهلية طويلة الأمد . وأضافت الصنداي تايمز أن المهمة العاجلة الآن هي استعادة النظام وتعقب المقاومة المتبقية . وتتابع الصحيفة قائلة بعد دكتاتورية استمرت 42 عاما، فإن احتمال خرق القانون والنظام يكون كبيرا . لكن الكاتب استدرك قائلا غير أن ليبيا ليست العراق، والمنتصرون سيكونوا حكماء ليتعلموا دروسا من الحرب . وترى الصحيفة أن الدرس الأول هو احتضان شخصيات من النظام السابق وخاصة في القوات الأمنية والخدمة المدنية . وأضافت إذا اعقبت الفوضى الصراع، فإن مهمة إعادة البناء ستكون أكثر صعوبة . واختتمت الصنداي تايمز بالقول هذا وقت الانتصار العظيم في ليبيا، ويجب ألا يترك ليتحول إلى كارثة . وعلى الصفحة الأولى من صحيفة الصنداي تلغراف نطالع صورة لصديقة معتصم القذافي السابقة تاليتا فان زون والتي روت تجربتها الشخصية. تقول الصحيفة، في تقريرها بعنوان حياتي مع نجل القذافي الللعوب ، إنها عثرت على الفتاة الهولندية تاليتا يوم الأربعاء الماضي وحيدة وخائفة في مستشفى في العاصمة طرابلس. واضافت الصنداي تيليغراف، في التقرير الذي أعده نك ميو، أن تاليتا كانت تتلقى العلاج من الجروح التي أصيبت بها بعد أن قفزت من شرفة فندق. وأشار التقرير إلى أن تاليتا، التي كانت تعمل عارضة في مجلة بلاي بوي ، كانت خائفة من أن تقدم قوات المجلس الوطني على احراقها. وأضافت الصحيفة وقبل أن تنقل يوم الجمعة إلى مالطة، تحدثت عن شهادتها على الأيام الأخيرة من حكم القذافي . وتنقل الصحيفة عنها قولها إنها لاحظت تغيرا كبيرا في معتصم القذافي عندما التقت به بعد فترة من الغياب. وأضافت تاليتا كانت تلك أول مرة أراه بعد انتفاضة فبراير، كانت له لحية، كان يجلس على أريكة ويحمل سلاحا آليا، وكان يحرسه شباب متجهمون في سن 16 عاما . وقالت الصحيفة إن الحرب في ليبيا غيرت معتصم القذافي من فتى لعوب محبوب عرفته الآنسة فان زون إلى محارب لا يرحم .