عبر وزيرا الخارجية الايراني والروسي الاربعاء في موسكو عن املهما في استئناف المفاوضات الدولية حول البرنامج النووي الايراني المتوقفة منذ كانون الثاني/يناير، بفضل مبادرة اقترحتها روسيا ورأت طهران انها "ايجابية". وقال وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف ان "الاقتراح الروسي يتضمن عناصر جيدة". واضاف صالحي في ختام محادثات مع لافروف "سندرس كافة تفاصيل الاقتراح. انه ايجابي". واعرب لافروف من جانبه عن امله في ان يتيح المقترح الروسي استئناف المفاوضات مع الدول الكبرى في مجموعة 5+1 (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي -- الولاياتالمتحدةوروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين -- والمانيا). وقال لافروف "نأمل ان تتيح هذه العناصر الدخول في مرحلة جديدة نشطة من التحركات التي تؤدي في النهاية الى حل هذه المسألة". وشدد صالحي في تصريحات ادلى بها لوكالة الانباء الطالبية الايرانية على ضرورة التوصل الى حل للملف النووي الايراني. وقال ان "قاعدة تحركاتنا هي اللقاء مع سيرغي لافروف .. لقد اعلنا اننا موافقون على روحية الخطة للبدء بعملية جديدة والتقدم خطوة خطوة". واضاف "نعتقد انه ينبغي تسوية المسالة النووية. ومع التطورات الاخيرة تبدا صفحة جديدة في العلاقات بين ايرانوروسيا". وجاءت تصريحات وزيري الخارجية غداة محادثات ثنائية في طهران رحب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد على اثرها بالاقتراح الروسي. وقال احمدي نجاد خلال لقاء مع سكرتير مجلس الامن الروسي نيكولاي باتروشيف ان ايران "ترحب بالاقتراح الروسي لسياسة +الخطوة خطوة+ وهي مستعدة لصياغة اقتراحات للتعاون في هذا المجال". وقامت موسكو شريكة طهران ببناء محطة بوشهر النووية في جنوبايران البالغة طاقتها الف ميغاواط، على ان يبدأ تشغيلها في نهاية اب/اغسطس. وتسعى موسكو الى احياء المفاوضات النووية بين ايران والدول الكبرى. ومنتصف تموز/يوليو اقترح لافروف نهجا جديدا يعتمد سياسة "الخطوة بخطوة" لاعادة اطلاق المحادثات حول المسالة النووية. وبموجب الاقتراح الروسي، يقوم كل من الطرفين بخطوة في اتجاه الاخر بدءا بالنقاط التي تسهل تسويتها، فتقوم ايران بالاجابة على اسئلة حول نشاطاتها، وتبدأ القوى العظمى بعد ذلك بخفض العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة على ايران. ونقلت صحيفة كومرسانت الروسية عن مصدر دبلوماسي روسي الاربعاء ان "مقترحات" لافروف "حصلت على دعم" القوى الكبرى الاخرى المعنية. واضاف هذا المصدر ان المسؤولين الاميركيين يقولون في جلساتهم الخاصة ان مبادرة لافروف "لا تتمتع بفرص كبيرة للنجاح" وانهم يفضلون تعزيز الضغط على النظام الايراني بعقوبات اقسى. ويدور خلاف بين طهران والغرب حول برنامجها النووي، وانهارت اخر جولة من المحادثات بين الجمهورية الاسلامية والقوى العالمية في كانون الثاني/يناير في اسطنبول. وفرض مجلس الامن الدولي اربع مجموعات من العقوبات على ايران بسبب برنامجها لتخصيب اليورانيوم الذي تعتقد الدول الغربية ان له بعدا عسكريا رغم نفي طهران المتكرر لذلك. كما فرضت الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي عقوبات فردية على البنوك الايرانية وقطاع النفط مما شكل مخاطر للشركات الاجنبية التي تتعامل معهما. الا ان ايران لا تزال مصرة على انها ستواصل برنامجها النووي المثير للجدل الذي يمكن ان يسفر عن انتاج وقود لمفاعل نووي او مواد انشطارية لاستخدامها في راس حربي نووي.