نفى مسؤولون أتراك تقريرا بثته يوم الثلاثاء قناة تلفزيونية محلية عن تخطيط أنقرة لإنشاء منطقة عازلة على الحدود مع سوريا للحيلولة دون تدفق اللاجئين. وكانت قناة (سي.ان.ان ترك) قد أوردت ذلك التقرير على شاشتها وبموقعها على الانترنت لكنها لم تنسبه الى مصدر ولم تذكر تفاصيل عن شكل المنطقة العازلة. ويوحي لفظ المنطقة العازلة بتوغل من نوع ما لقوات تركية عبر الحدود في سوريا. لكن وزير الدفاع التركي عصمت يلمظ ذكر أن بلاده لا تريد إنشاء مثل هذه المنطقة على الحدود مع سوريا. ونقلت عنه وكالة الاناضول الرسمية للانباء قوله "نحن لا نريد إقامة.. منطقة عازلة." كما نفى مسؤولون بمكتب رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ومن وزارة الخارجية تقرير المحطة التلفزيونية. جاء ذلك بعد يوم واحد من مطالبة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو للرئيس السوري بشار الاسد بوضع حد لعملياته العسكرية ضد المدنيين على الفور وبدون شروط. وحذر داود أوغلو الرئيس السوري خلال مؤتمر صحفي مساء الاثنين قائلا "هذه كلمتنا الاخيرة". وكان الزعماء الاتراك يساندون الاسد قبل اندلاع العنف لكن احباطهم من دمشق يتزايد على ما يبدو. ومع تحدي الاسد للضغوط الدولية وتدفق لاجئين سوريين عبر الحدود الى داخل تركيا كانت وسائل الاعلام قد ذكرت في وقت سابق أن الساسة والقادة العسكريين الاتراك يبحثون انشاء منطقة عازلة داخل سوريا. وأُخذت تركيا على غرة حين تدفق زهاء 500 ألف شخص معظمهم أكراد عبر حدودها قادمين من العراق خلال حرب الخليج عام 1991. وظلت وحدات صغيرة من القوات التركية على مدى سنوات بعد ذلك تراقب مساحة أصبحت فعليا منطقة عازلة في شمال العراق. وشهدت العلاقات بين سوريا وتركيا فترات من التوتر على مر الأعوام. ففي التسعينات عندما كانت القوات التركية تقاتل متمردين أكرادا كانوا يعملون من قواعد داخل سوريا كادت تنشب حرب بين البلدين.