حث الزعيم الليبي معمر القذافي شعبه في ساعة مبكرة من صباح يوم الاثنين على "تحرير ليبيا" من حلف الاطلسي والخونة فيما بدأ معارضون في غرب البلاد يضيقون الخناق على طريق امدادات رئيسي لطرابلس. جاء نداء القذافي من خلال اتصال هاتفي رديء الصوت من موقع مجهول. وفي الساعات التالية ظهرت شخصية كبيرة من حكومته في القاهرة بصحبة الاسرة. وذكرت مصادر مصرية أن نصر المبروك عبد الله وزير الداخلية الليبي وصل الى مطار القاهرة بصحبة تسعة من أقاربه قادما من مدينة جربة التونسية. وقال للمسؤولين أنه في عطلة ولم يرد تعليق على الفور من طرابلس بشأن توجهه الى مصر. وتواترت انباء عن اجراء ممثلين من حكومة القذافي محادثات مع ممثلين للمعارضة في فندق في جزيرة جربة بجنوب تونس يوم الاحد لانهاء الصراع الدائر منذ ستة أشهر. وأدى التقدم المثير يوم السبت لسيطرة مقاتلي المعارضة على بلدة الزاوية الواقعة على بعد 50 كيلومترا غربي طرابلس على الساحل مما أتاح لهم قطع امدادات الطعام والوقود من تونس الى معقل القذافي في العاصمة. ولا تواجه طرابلس تهديدا فوريا من هجوم مقاتلي المعارضة ولكن قوات المعارضة حاليا في أقوى وضع لها منذ اندلعت انتفاضة في فبراير شباط على حكم القذافي المستمر منذ 41 عاما فهي تسيطر على الساحل شرقي وغربي طرابلس. وقال المحلل شاشانك جوشي من المعهد الملكي للدراسات الدفاعية والامنية في لندن "سقوط الزاوية سيكون أكبر تقدم للمعارضة منذ تحرير مصراتة. انه داعم حقيقي للمعنويات ويوحي بشعور بوجود زخم." وتابع "انها ضربة ثلاثية الابعاد للقذافي اذ توجد بها مصفاة النفط الوحيدة العاملة وربما تسمح للمعارضة بالاستفادة من مبيعات النفط على المدى المتوسط كما تقع على طريق امداد رئيسي وتغلق طريقا هاما من الحدود التونسية الى العاصمة." ولكن مقاتلا من المعارضة قال ان قوات القذافي ما زالت تسيطر على المصفاة على الساحل. وقال متحدث باسم المعارضة يدعى عبد الرحمن لرويترز عبر الهاتف ان بلدة غريان بالجبل الغربي التي تبعد 75 كيلومترا الى الجنوب من طرابلس قد تمت السيطرة عليها أيضا. وقال "غريان بالكامل في أيدي الثوار. لقد سحقوا كتيبة سحبان مركز القيادة الرئيسي للقذافي في الجبل الغربي. وأخذوا الاسلحة الثقيلة والخفيفة للكتيبة." وأضاف "تم عزل القذافي. تم عزله عن العالم الخارجي بعد ان تمكن الثوار من قطع الطريق الذي يربط طرابلسوتونس. استولى الثوار في الليلة الماضية على ثلاث عربات متجهة الى طرابلس محملة بالمواد الغذائية." وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وهو شخصية رئيسية في التحالف المناهض للقذافي "نعتقد ان عملية حلف شمال الاطلسي تثبت نجاحها في تقويض قدرة القذافي على شن حرب ضد شعبه." وتحصل المعارضة على مساعدة من طائرات حلف الاطلسي التي تقصف جيش القذافي بموجب تفويض من الاممالمتحدة لحماية المدنيين. وقال مسعفون على مشارف مدينة الزاوية ان طلقات رصاص القناصة وقذائف المورتر لقوات القذافي قتلت ثلاثة مدنيين .واصيب رجل في رأسه وتوفيت فتاة في الخامسة عشر متاثرة بجروح نتيجة اصابتها بشظايا. وقال وليد شقيق امراة اصيبت بشظايا ان قوات القذافي "جعلت الحياة صعبة للغاية بالنسبة لنا في الاشهر القليلة الماضية. مشطوا المنازل والقوا القبض على اشخاص والان يطلقون الرصاص علينا بشكل عشوائي." وقال طبيب ان مستشفى الزاوية التعليمي الذي به 600 سرير قد تم الاستيلاء عليه بواسطة الجيش وتحويله الى منطقة كبيرة لتخزين الاسلحة وخاصة الطابق الذي يقع أسفل جناح الولادة. وذكر ليبيون يفرون جنوبا بسياراتهم انهم سمعوا دوي اطلاق نار في معارك بمنطقة يطلق عليها الحرشة بين طرابلس والزاوية. وقال شخص رفض ذكر اسمه "سمعت دوي اطلاق نار في معارك اليوم في طريقنا الى هنا" وأضاف ان المعارضة اشتبكت مع قوات القذافي داخل طرابلس الليلة الماضية. وتابع "لا يوجد بنزين او كهرباء وأسعار المواد الغذائية ارتفعت 300 في المئة ولا يمكن ان نعيش على هذ النحو." وجاء احدث توجيه من القذافي لانصاره في كلمة وجهها في ساعة مبكرة من صباح يوم الاثنين عبر خط هاتف رديء وبث التلفزيون الصوت فقط. وهذه اول مرة يتحدث فيها القذافي منذ ان شن مقاتلو المعارضة أكبر هجوم لهم منذ أشهر. وقال القذافي ان الشعب الليبي سيبقى وستبقى ثورة الفاتح التي اتت به للسلطة في سبتمبر 1969. وحث القذافي الليبيين على السير الى الامام والتحدي وحمل السلاح والذهاب للقتال من اجل تحرير ليبيا "شبر شبر من الخونة وحلف الاطلسي." وطلب القذافي (69 عاما) من الشعب الليبي الاستعداد للقتال وقال ان دم الشهداء وقود ساحة القتال. وقال في اشارة الى المعارضة ان "نهاية الجرذان" قريبة وهم يفرون. وفي الزاوية قال المقاتل خالد الزاوي الذي ينتمي للمعارضة "القذافي مجنون. ويمكنه عمل أي شيء. هذا شيء يجب ان نضعه في تفكيرنا." وفي جربة ابعد رجال الامن يوم الاحد رويترز عن الفندق الذي قال مصدر طلب عدم نشر اسمه ان المحادثات بين المعارضة وممثلي الحكومة تجري فيه. وفي طرابلس انحى موسى ابراهيم المتحدث باسم الحكومة الليبية باللائمة على الزعماء الغربيين ووسائل الاعلام في نشر شائعات ان حكومة القذافي تجري محادثات بشأن مغادرة القذافي ليبيا. وقال ان هذه المعلومات غير صحيحة تماما وهي جزء من الحرب الاعلامية على ليبيبا. واضاف ان هدفهم هو ارباك القيادة الليبية وكسر روح الليبيين وهز معنوياتهم. من مايكل جورجي (شارك في التغطية ميسي ريان في طرابلس وأولف ليسينج في راس جدير وطارق عمارة في تونس وحميد ولد احمد في الجزائر وسامي عابودي في القاهرة)