القاهرة (رويترز) - دخلت القوات المسلحة ميدان التحرير بوسط القاهرة يوم الاثنين لفض اعتصام بضع مئات من المحتجين استمروا في الميدان بعد أن علقت الجماعات السياسية الرئيسية اعتصاما دام ثلاثة أسابيع. ولم تكن هناك مؤشرات تذكر على وقوع أي عنف على الرغم من أن شهود عيان أفادوا باطلاق أعيرة نارية في الهواء مع دخول مركبات الجيش وجنوده الميدان لانهاء الاعتصام الذي بدأ في الثامن من يوليو تموز للمطالبة بتعجيل الاصلاحات. وأفادت وكالة أنباء الشرق الاوسط بأن الشرطة العسكرية ألقت القبض على "عدد من البلطجية". ولم تذكر تفاصيل بشأن ما اذا كان هؤلاء من المعتصمين في الميدان. وجاء تحرك الجيش قبل يومين من موعد بدء محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك لدوره في قتل المتظاهرين خلال الانتفاضة التي أطاحت به في 11 فبراير شباط. ويطالب المحتجون بالاسراع بمحاكمته. وأفاد موقع التلفزيون المصري على الانترنت بأن مبارك الذي يعالج في مستشفى في منتجع شرم الشيخ وقع بتسلم اخطار موعد المحاكمة التي تجرى في القاهرة يوم الاربعاء. وعرضت وسائل الاعلام الحكومية لقطات خاصة بالاستعدادات في أكاديمية الشرطة حيث ستجرى المحاكمة بما في ذلك اعداد قفص الاتهام. وصفق بعض المارة مع عودة حركة المرور في ميدان التحرير وهو موقع محوري سده المحتجون مما أغضب بعض المصريين الذين سئموا الاحتجاجات ويقولون انها أضرت اقتصاد البلاد وعطلت حياتهم. وصاح أحد المارة "شكرا للجيش لاخلائه التحرير.. أرجوكم أزيلوا هذه اللافتات." وقالت 26 جماعة في بيان يوم الاحد انها ستعلق الاعتصام في رمضان ولكنها ما زالت تطلب مزيدا من التغييرات من جانب القيادة العسكرية للبلاد. غير أن بضع مئات قالوا انهم باقون في الميدان خلال رمضان. وكان المحتجون المعتصمون في الميدان منذ الثامن من يوليو تموز قد تقدموا بمطالب منها اجراء عمليات تطهير تشمل مزيدا من المسؤولين الذين خدموا مبارك واجراء محاكمات أسرع في قضايا الفساد وقتل المتظاهرين. وقدم الجيش والحكومة بعض التنازلات بما في ذلك ابعاد بعض كبار ضباط الشرطة عن مواقعهم واذاعة محاكمات الفساد وقتل المتظاهرين تلفزيونيا. كما حذر الجيش في وقت سابق هذا الشهر من أنه سيستخدم الوسائل القانونية في فض الاحتجاجات. ولكنه لم يتحرك قبل يوم الاثنين. وفي وقت سابق يوم الاثنين قال عامل بناء يدعى حسام الدين ابراهيم (45 عاما) في ميدان التحرير انه لا ينتمي الى أي من الجماعات التي علقت الاعتصام وتعهد بالبقاء لحين محاكمة مبارك وكبار المسؤولين الاخرين وادانتهم. وقال "نريد اعدامهم.. مثل.. الشهداء الذين قتلتهم الشرطة خلال الثورة. في الدين هناك قصاص من القتلة." وسقط نحو 850 قتيلا في الانتفاضة التي بدأت في 25 يناير كانون الثاني.