الخرطوم (رويترز) - قال السودان يوم الثلاثاء انه مستعد للتفاوض على انهاء القتال في ولاية جنوب كردفان النفطية لكنه اتهم جماعات مسلحة هناك بمحاولة اطالة أمد العنف بالتعاون مع متمردين في دارفور. وفر عشرات الالاف من المدنيين منذ اندلاع اشتباكات في يونيو حزيران بين الجيش السوداني ومقاتلين في جنوب كردفان. وقالت الاممالمتحدة ان السودان سبب "معاناة كبيرة" للمدنيين بقصف مناطق بهذه الولاية وهو ما رفضه الجيش. وقال حاكم الولاية أحمد هارون للصحفيين في الخرطوم ان الحرب لا تمثل ارادة شعب جنوب كردفان وان أبواب الحوار والسلام مفتوحة على مصراعيها. واتهم السودان المقاتلين بالقيام بتمرد في جنوب كردفان للسيطرة عليها والتعاون مع المتمردين في مناطق اخرى لتحدى الحكومة الوطنية. واتهم ناشطون وبعض عمال الاغاثة حكومة الخرطوم ببدء القتال لتأكيد سيطرتها على الولاية الرئيسية المنتجة للنفط بعد انفصال الجنوب في وقت سابق من الشهر الحالي. ونفت الخرطوم هذه الاتهامات. وأعلن الجنوبيون الاستقلال بعد استفتاء جرى بموجب اتفاق سلام 2005 الذي أنهى عقودا من الحرب الاهلية مع حكومة الخرطوم. وجنوب كردفان التي تقع على الحدود مع الدولة الجديدةلجنوب السودان بها جماعات كثيرة حاربت الى جانب الجنوب اثناء الحرب الاهلية وتسعى الان الى قدر أكبر من الحكم الذاتي داخل السودان. ويقول محللون ان القتال يمكن ان يمتد الى ولايات سودانية اخرى تقع على الحدود مع الجنوب ومن اهمها النيل الازرق ودارفور التي شهدت تمردا منفصلا منذ ثماني سنوات. وقال هارون ان عبد العزيز الحلو المسؤل الكبير بالفرع الشمالي للحركة الشعبية لتحرير السودان هو الذي دفع مقاتلي جنوب كردفان للتمرد. كما اتهم الحلو -- مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان في انتخابات حاكم ولاية جنوب كردفان في مايو ايار -- بتنسيق الهجمات مع متمردي دارفور. وقال هارون انه مثلما استغل ابناء المنطقة في خدمة اهداف جنوب السودان خلال السنوات الماضية فان عبد العزيز الحلو يحاول الان استغلال ابناء المنطقة في خدمة متمردي دارفور. وانسحب الحلو من انتخابات حاكم الولاية والحكومة المحلية بعد اتهام الخرطوم بتزوير الانتخابات وهي اتهامات نفاها السودان. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق يوم الثلاثاء. وهارون مطلوب امام المحكمة الجنائية الدولية لمواجهة اتهامات بأنه العقل المدبر لجرائم حرب عندما كان وزيرا بالحكومة في المراحل الاولى من صراع دارفور الذي اندلع في عام 2003 . وفي الاسبوع الماضي قالت حركة العدل والمساواة وهي أقوى جماعة متمردين في دارفور انها هاجمت موقع الحكومة في جنوب كردفان مع مقاتلين محليين. ونفى الجيش السوداني هذا التقرير. ومن الصعب التحقق من مصادر مستقلة من الاحداث في جنوب كردفان. وتشكو وكالات الاغاثة ومنظمات الاممالمتحدة من ان فرصها محدودة أو غائبة في الدخول الى العديد من المناطق. وقال هارون ان السلطات تتعاون مع وكالات الاغاثة مضيفا ان الحياة في كادقلي عاصمة الولاية ومناطق اخرى عادت الى طبيعتها. وقال جيش جنوب السودان انه لم يعد له صلات بمقاتليه السابقين في جنوب كردفان.