تواصل الصحف البريطانية التركيز على قضايا محلية في مقدمتها بتوسع شديد تطورات قضية التلصص على الهواتف من قبل صحف ملياردير الاعلام روبرت مردوخ. اما القضية الخارجية التي تحظى بتغطية واسعة في كافة الصحف فهي مقتل الاخ غير الشقيق للرئيس الافغاني حاكد كرزاي وما يشير اليه من احتمال عودة العنف المتصاعد الى افغانستان. اما قضايا المنطقة، فالى جانب تغطية تصاعد الشقاق بين سورية من ناحية وفرنسا وامريكا من ناحية اخرى، تغطي الصحف البريطانية تطورات الاحتجاجات في مصر وبالطبع ليبيا. ووسط تصريحات متزايدة بشأن التسوية السياسية للازمة في ليبيا، تنشر فاينانشيال تايمز بعض ملامح صفقة محتملة تقول انها مجرد رسائل حتى الان دون اي مفاوضات رسمية كما يؤكد اطراف التحالف الغربي. وتنقل الصحيفة عن مصادر قريبة من مبعوثي النظام الليبي الذين ينقلون تلك الرسائل ان المعروض هو موافقة القذافي على ترك السلطة مقابل وقف حملة الناتو. الا ان هناك شروطا تبدو مرتبطة بتنحي القذافي، منها حسب ما ذكرته الصحيفة من عدة مصادر ان يبقى القذافي في ليبيا وان تسقط التهم ضد الزعيم الليبي في المحكمة الجنائية الدولية. الا ان مصدرا قريبا من التحالف الدولي قال ان مسألة اسقاط تهم المحكمة الدولية لا يمكن النظر فيها الا بعد تنحي القذافي. ومن بين شروط النظام الليبي ضمن الحل السياسي ان يكون لنجل الزعيم الليبي، سيف الاسلام القذافي، دور في مرحلة ما بعد القذافي. الا ان تقرير الصحيفة ينقل عن مصادر التحالف الدولي ان الضغط العسكري سيستمر ما لم يصدر بيان واضح عن القذافي بشأن استعداده للتنحي عن السلطة. ويخشى البعض من ان كل تلك الرسائل من النظام الليبي قد تكون فقط لكسب الوقت ويؤكد اخرون ان اي مفاوضات حل سياسي لن تبدأ بجدية ما لم يصل المعارضون الى مشارف العاصمة طرابلس. وفي الشأن الليبي ايضا يقول ايان بلاك، محرر شؤون الشرق الاوسط في صحيفة الغارديان، ان ما يدفع باتجاه البحث عن حل سياسي في ليبيا هو ما تعترف به الحكومات الغربية من قلقها بشأن عدم قدرة الناتو على الحسم العسكري. كما ان كلفة الحملة العسكرية وضعف قوة المعارضة القتالية يعززان القلق الغربي، ويشجع كل هذا على البحث عن حل سياسي. ويقول محرر الغارديان ان بعض الخبراء يتوقعون ان تكون مسألة تنحي القذافي عن السلطة تثار من قبل بعض القوى الليبية دون موافقة رسمية بغرض اختبار رد فعل القوى الغربية. ويضيف بلاك ان اقتراب شهر رمضان يشكل عامل ضغط للاسراع بايجاد مخرج للازمة في ليبيا. تحت عنوان المجلس العسكري في مصر في مرمى النيران تنشر الفاينانشيال تايمز تقريرا موسعا حول نيران غضب المحتجين في مصر على المجلس الذي يدير شؤون البلاد والحكومة الانتقالية. ويشير مراسل الصحيفة في القاهرة الى ان الجو العام في مظاهرات الثلاثاء وكذلك الشعارات تعيد المرء الى اجواء الانتفاضة ما قبل رحيل الرئيس السابق حسني مبارك. وان اختلفت الشعارات هذه المرة، من قبيل مش حنمشي، المجلس يمشي ، اي المطالبة برحيل المجلس العسكري بدلا من رحيل مبارك. ويشير التقرير الى بيان المجلس العسكري للمحتجين الذي اكد على دعم المجلس لحكومة عصام شرف، واشارة البيان الى ان هناك من يقدم المصالح السياسية على المصلحة العامة . اما دعوة البيان للمواطنين الشرفاء لمنع اي سلوك يعيق العودة للحياة الطبيعية فقد فسرها البعض بانها تهديد يشبه تهديدات نظام مبارك لمن يهددون الاستقرار . ورغم ان بيان المجلس العسكري استجاب لبعض مطالب المحتجين، الا ان الاخيرين لا يرون ذلك كافيا. وفي مقال لها في صفحة الراي بالغارديان تقول الكاتبة المصرية الاصل اهداف سويف ان الثورة في مصر ربما تكون متعثرة لكن الشعب لديه روح الاستمرار. تقول الكاتبة ان المجلس العسكري الذي يدير شؤون البلاد وضع عراقيل امام عملية الاصلاح لا يمكن تجاوزها الا بارادة جماعية. وتفرق بين القول بان الثورة توقفت والقول بان الثورة ليست حدثا وينتهي وانما عملية مستمرة وبحاجة الى دفعة. وفي هذا السياق تقول اهداف سويف: روحنا المعنوية عالية، لا زلنا نعتقد ان الثورة ستنتصر. اننا الان في وضع افضل مما كنا عليه قبل 40 عاما. فالبلاد رغم كل المشاكل متسقة مع ذاتها . تنشر الغارديان تقريرا لمراسلتها في القدس عن سحب سلسلة الوجبات السريعة الشهيرة ماكدونالدز لمنتجها الجديد ماكفلافل من مطاعمها في اسرائيل. تقول الصحيفة ان ماكدونالدز قررت ان تجرب ضم ذلك المنتج الشعبي الشائع في العالم العربي الى سلسلة ما تقدمه من وجبات نباتية. الا ان التجربة فشلت بعد اقل من عام كما تنقل المراسلة عن مدير ماكدونالدز في اسرائيل. وهكذا اطمأن بائعو الفلافل التقليديين من ان منافسة سلسلة المحلات الكبيرة لن تهدد رزقهم.