انتهت المناظرة الرئاسية الأولى بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، ومنافسه الجمهوري دونالد ترامب، في سباقهما إلى البيت الأبيض، وشهدت هجوم متبادل من المرشحين، إلا أن أداء بايدن أثار قلق الديمقراطيين، خاصة في ظل ثبات منافسه وقدرته على الرد. وخلال المناظرة ظهر بايدن بأداء مهتز ولم يستغل بعض أكاذيب ترامب للهجوم عليه، ويبدو أنه فقد سلسلة أفكاره خلال رده عن سؤال حول الرعاية الطبية، وأثار أداء بايدن قلقًا في أوساط الديمقراطيين. وتقول "سي إن إن": "بصوت ناعم متقطع ونظرة محدقة، ظهر بايدن في المناظرة وهو يناضل من أجل إنهاء الأفكار عند بعض النقاط، وتنازل بسهولة عن قضايا مثل الإجهاض حيث يتمتع الديمقراطيون بالتفوق على نظرائهم الجمهوريين، ولم يستغرق الأمر سوى دقائق قليلة حتى أدرك الديمقراطيون مدى السوء الذي أصبح عليه الأمر". وأعرب عددًا من الديمقراطيين عن قلقهم البالغ بشأن أداء بايدن خلال المنظرة، حيث لم يرد الرئيس الأمريكي على أكاذيب ترامب ولم يكن واضحا بما فيه الكفاية بشأن رؤيته الخاصة وما فعله خلال السنوات الماضية للولايات المتحدة. ظهور "مؤلم" وقال أحد المشرعين لشبكة "سي إن إن": "كارثة إن ترامب يبدو منطقيًا حتى لو كان يكذب بسرعة 60 ميلاً في الساعة، لكن بايدن غير مفهوم". ويضيف مشرع آخر، أن أداء بايدن كان أفضل مما ظهر في أول 15 دقيقة من المناظرة، ويشير إلى أن ترامب كان يكذب فقط خلال المناظرة، وكان يتمنى أن يتمكن بايدن من الرد عليه. ويرى سكوت جينينجز أحد مساعدي الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، إن حظوظ بايدن تراجعت بعد المناظرة، مضيفًا: "أنا قلق بشأن الرئيس، ينبغي لنا أن نصلي من أجله". وقال جينينجز، إن على عائلته ومستشاريه والبيت الأبيض أن يقدموا الكثير من التوضيحات لحزبهم وللشعب الأمريكي، متابعًا: "كل ما قيل لنا عن قواه العقلية من الديمقراطيين كان كذبة". من جهته، وصف فان جونز، الذي عمل متسشارًا خاصًا للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، أداء بايدن في المناظرة بال"مؤلم" موضحًا أن "الأمر لا يتعلق بالذعر بل بالألم الذي شعرنا به بسبب ما رأيناه الليلة"، مؤكدًا أنه من محبي بايدن لكن أداءه في المناظرة لم يكن جيدًا. وأكد أن بايدن محب لوطنه ومخلص له ويبذل قصارى جهده، لكنه أضاع فرصة اليوم كانت ستعيد ثقة البلاد وقاعدته الانتخابية، مضيفًا: "فشل في القيام بذلك". ويعتقد جونز، أن الكثير من الأشخاص يرغبون في رؤية بايدن يفكر في اتخاذ مسار مختلف، مضيفًا: "ما زلنا بعيدين عن مؤتمرنا، وهناك وقت للحزب للتوصل إلى طريقة مختلفة للمضي قدمًا". قلق بين الديمقراطيين فور انتهاء المنظرة، نقلت شبكة "سي إن إن" عن مصادر قولهم، إن هناك حالة من القلق بين الديمقراطيين بعد أداء بايدن في المناظرة اليوم، موضحة أن البعض أثار تساؤلات حول ما إذا كان ينبغي أن يظل مرشح الحزب. وأعرب اثنان من مسؤولي الحزب الديمقراطي، أحدهما في منصب كبير، عن قلقهما بشأن أداء بايدن في المناظرة، وعلق أحد المسؤولين: "لا شيء جيد". وقال ديمقراطي آخر ممن قضوا وقتًا في العمل بإدارة بايدن: "يبدو بايدن فظيعًا إنه غير متماسك"، وأكد آخر ممن يعملون على الحملات الانتخابية في كل مراحل التصويت: "نحن في وضع سيئ". الجدير بالذكر، أنه لم يتقدم أي منافس ديمقراطي جدي لخوض الانتخابات ضد بايدن، وفي هذه المرحلة من الحملة سيتعين عليه أن يقرر التنحي إذا اختار الديمقراطيون مرشحًا آخر، وفي حال انسحاب بايدن بالفعل، فسيتم تحديد ترشيح الحزب الديمقراطي على أرض الواقع، ومن المقرر أن ينعقد المؤتمر الوطني الديمقراطي في 19 أغسطس المقبل.
