تراجعت فجوة سعر الدولار في السوق السوداء لتجارة العملة- السوق غير الرسمية- والبنوك بشكل حاد لتسجل نحو 26% انخفاضا من 135% في أوقات سابقة، بعد دخول دولارات رأس الحكمة، وفق ما قاله مراقبون تحدث إليهم "مصراوي" على مدار هذه الفترات. وانخفض سعر الدولار في السوق السوداء إلى 39 جنيها خلال تعاملات اليوم من نحو 73 جنيها في أوقات سابقة، مقارنة بسعره الرسمي في البنوك قرب 31 جنيها حتى نهاية تعاملات الأحد، وهو سعر ثابت عليه من مارس الماضي. وبشكل أساسي يرجع هذا الانخفاض الحاد بعد أن قامت شركة أبو ظبي التنموية القابضة "ADQ" بتحويل 10 مليارات دولار يومي الخميس والجمعة للبنك المركزي المصري قيمة الدفعة الأولى من أكبر صفقة استثمارية للإمارات بقيمة 35 مليار دولار في مدينة رأس الحكمة. بدأ الدولار يشهد تراجعا ملحوظا من أعلى مستوى وصل له بداية من شهر فبراير الماضي مع تداول أنباء دخول استثمارات إماراتية في مدينة رأس الحكمة. كما ساهم إعلان صندوق النقد الدولي قرب التوصل لاتفاق مع مصر بشأن تقديم قرض إضافي وانتهاء المراجعتين الأولى والثانية على برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي يدعمه بقيمة 3 مليارات دولار في زيادة حالة اليقين بقرب خروج مصر من أزمة النقد الأجنبي. وتواجه مصر ضغوطا كبيرة من نقص النقد الأجنبي على مدار آخر عامين وانتشار السوق السوداء لتجارة العملة بعد التبعات السلبية للحرب الروسية الأوكرانية على أثر خروج 22 مليار دولار استثمارات غير مباشرة من البنوك المصرية والبنك المركزي. دفعت الأزمة الاقتصادية والحاجة لتمويل من صندوق النقد الدولي مصر إلى تحرير سعر الصرف ليرتفع الدولار بنحو 96% على 3 موجات خلال آخر عامين. خلال شهر فبراير الماضي تراجع سعر الدولار بالسوق السوداء من نحو 73 جنيها إلى بين 51 جنيها و63.5 جنيه وظل يتأرجح بين السعرين، حتى واصل الهبوط تحت 50 و40 جنيها بعد تلقي مصر الدفعة الأولى من استثمارات رأس الحكمة. وبحسب الاتفاق، ستتلقى مصر الدفعة الثانية بقيمة 20 مليار دولار من صفقة رأس الحكمة خلال الشهرين القادمين من توقيع الصفقة التي تمت نهاية الشهر الماضي.
