وضعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" شرطًا وحيدًا للإفراج عن الأسرى لديها، مؤكدة أن "الثمن الذي يجب أن يدفعه العدو مقابل هذا العدد الكبير من الرهائن الذي بين أيدينا هو إخلاء السجون من جميع السجناء الفلسطينيين". الشرط الذي وضعته حماس، يأتي في ظل توسيع الاحتلال الإسرائيلي عمليته البرية على قطاع غزة الذي يعيش حصارًا غير مسبوقًا وانقطاعًا عن العالم بعد فصل خدمات الاتصالات والإنترنت وشن غارات جوية عنيفة تزامنًا مع عمليات توغل بري بهدف "القضاء على عناصر حماس" و"الوصول إلى الأسرى لدى الحركة". عبرت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس السبت عن استعدادها لإطلاق سراح الرهائن الذين اختطفتهم خلال هجومها على إسرائيل في السابع من الشهر الجاري مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين. وفي فيديو بثته قناة الأقصى، للمتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة، قال: "اتصالات جرت في ملف الأسرى وكانت هناك فرصة للوصول إلى صيغة اتفاق لكن العدو ماطل، حماس يمكنها إجراء محادثات حول اتفاق جزئي بشأن الأسرى، وإذا أراد العدو إنهاء ملف الأسرى مرة واحدة، فنحن مستعدون وإذا أراد مسارًا لتجزئة الملف فمستعدون أيضًا". حماس جاهزة لعقد الصفقة فورًا عقب الكلمة التي أدلى بها أبو عبيدة، صحر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، أن الحركة مستعدة فورًا لإبرام صفقة تبادل للأسرى مع إسرائيل، قائلاً: "جاهزون فورًا لعقد صفقة تبادل تشمل الإفراج عن جميع الأسرى في سجون الاحتلال مقابل الإفراج عن جميع الأسرى لدى المقاومة". بدوره، علق المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، على بيان السنوار، واعتبره "حرب نفسية للضغط على الشعب الإسرائيلي". الاحتلال يناقش عقد صفقة لتبادل الأسرى ومن جهته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن الاتصالات لتحرير الرهائن مستمرة حتى مع العملية البرية. مضيفا أن فكرة إبرام اتفاق لمبادلة الرهائن بالسجناء الفلسطينيين نوقشت داخل مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي. لكنه امتنع عن الخوض في تفاصيل قائلا إن الكشف عن أي تفاصيل ستكون له نتائج عكسية. آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي حتى نهاية شهر يونيو الماضي، نحو آلاف، بينهم 32 أسيرة، ونحو 160 طفلًا، و1132 معتقلًا إداريًا. ويبلغ عدد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال أكثر من 700 أسير، من بينهم 24 أسيرًا يواجهون الإصابة بالسّرطان والأورام بدرجات مختلفة، وخلال النصف الأول من العام الجاري، ارتفع عدد الأسرى المحكومين بالسّجن المؤبد إلى 558 أسيرًا. واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر الجاري، حتى اليوم أكثر من 1555 أسيرًا في الأراضي الفلسطينية، وفق إحصائية جديدة لنادي الأسير الفلسطيني. أهالي الأسرى لدى حماس يوافقون على الصفقة واندلعت احتجاجات عارمة اليوم في إسرائيل وتظاهر المئات أمام مقر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأمام وزارة الأمن القومي وقطعوا الطرقات، مطالبين بضرورة الإفراج عن الأسرى لدى حماس وعقد صفقة مع الفصائل الفلسطينية بشأن الأسرى، ومحاسبة وإقالة نتنياهو. وطالبت عائلات الأسرى لدى حماس وغالبيتهم من الإسرائيليين، الحكومة الإسرائيلية بتفسيرات بعد عمليات القصف الكثيفة للجيش على قطاع غزة، ودعوا إلى وقف العمليات البرية لحين الإفراج عن أسراها لدى حماس. وفي اجتماع مع نتنياهو، أعلن أهالي الأسرى الإسرائيليين لدى حماس اليوم، موافقتهم على إجراء صفقة تبادل أسرى شاملة تضم كل أسرى الاحتلال في غزة، مقابل تبييض سجون الاحتلال من الأسرى الفلسطينيين، حسبما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
