اجتاحت رائحة كريهة وغامضة أرجاء جمهورية مصر العربية، شعر بها الأشخاص صباح اليوم الثلاثاء، التي أصبحت لغزًا محيرًا؛ حيث اعتقد عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أنها متعلقة ب"الصرف الصحي" وبعض آخر ربطها بالعاصفة "دانيال"، فما سر هذه الرائحة؟ في هذا السياق، أوضح دكتور جمال عبدالحليم، المتخصص في علوم الطقس والمناخ، ل"الكونسلتو"، أن الرائحة "الغريبة" انتشرت خلال الساعات الأخيرة من ليل يوم الاثنين وظلت حتى ظهر الثلاثاء، استنشقها معظم سكان القاهرة الكبرى ومناطق من الدلتا، هي غاز ثنائي أكسيد الكبريت. وتابع عبدالحليم، أن هذا الغاز تحرك مع الرياح الآتية من الغرب عبرَّ حوض البحر المتوسط، نتيجة لتأثيرات بركان "إتنا" في جزيرة صقلية بإيطاليا وحرائق الغابات التي نشبت في جنوب القارة الأوروبية خلال الفترة الماضية. وأضاف عبدالحليم، أن غاز ثاني أكسيد الكبريت موجود في الغلاف الجوي لكن مع تغير اتجاه الرياح من جنوبية وجنوبية غربية إلى شمالية وشمالية شرقية، وتقدم ساعات النهار تتلاشى رائحة الغاز وتتجه نحو المناطق الشرقية، مثل: فلسطين والأدرن وشمال السعودية. وأشار عبدالحليم، إلى أن خطورة هذا الغاز تكمن في حال وجود الأمطار، التي قد تتفاعل معه وتصبح أمطارًا حمضية، ما يتسبب في تلوث التربة والمسطحات المائية مثل نهر النيل، يزيد هذا من إلحاق أضرار صحية وبيئية، منوهًا إلى أن استنشاق مثل هذه الغازات يشكل خطورة على أصحاب الأمراض القلبية والرئوية. اقرأ أيضًا: نصائح لوقاية الأطفال حديثي الولادة من العاصفة "دانيال" ماذا يحدث للجسم عند استنشاق ثاني أكسيد الكبريت؟ ومن جهتها ذكرت منظمة الصحة العالمية، أنه عندما يحترق عنصر الكبريت فإنه يولد أبخرة ثاني أكسيد الكبريت وثالث أكسيد الكبريت، هذه تتفاعل مع الرطوبة وتنتج مركبات، أحماض كبريتية، يتسبب التعرض لها مجموعة من الأعراض: -تهيج في الأنف والحلق والرئتين ما يؤدي إلى السعال. -العطس. -سيلان الأنف وضيق في الصدر. -الصداع. -الدوار. -تهيج الجلد أو الطفح الجلدي أو التقرح، عند تعرضه للغبار الذي يحمل أكاسيد الكبريت. -احمرار العينين أو الحرقان، عند التعرض الكثيف للقرنية يتسبب ذلك في إصابة القرنية. أضرار التعرض لمستويات عالية من ثاني أكسيد الكبريت أضافت "الصحة العالمية" أن التعرض لمستويات عالية من الأبخرة المتصاعدة من حرائق الكبريت يتسبب في ظهور الأعراض التالية: -أعراض الجهاز الهضمي: الغثيان والقيء وآلام في المعدة. -أعراض الجهاز التنفسي: تآكل الشعب الهوائية والرئتين. فئات ممنوعة من التعرض إلى أكاسيد الكبريت أوضحت منظمة الصحة العالمية، أن هذه الفئات أكثر عُرضة للإصابة بزيادة النوبات حتى في مستويات التعرض المنخفضة: -أصحاب أمراض الجهاز التنفسي المزمنة. -أصحاب الأمراض القلبية. -كبار السن. -الأطفال، لصغر حجم الممرات الهوائية التي قد تعاني من الانسداد. ماذا تفعل عند التعرض إلى ثاني أكسيد الكبريت؟ أوصت "الصحة العالمية" بالتالي: -شطف البشرة المتهيجة والعينين بلطف بالماء الفاتر، لمدة 15 دقيقة. -عند الشكوى من صعوبة التنفس أو التقرحات الجلدية، يجب التوجه لأقرب طبيب.
