تراجعت أسعار عملة بيتكوين الرقمية المشفرة خلال تعاملات آخر أسبوع بنحو 10% بحسب منصة "كوين ماركت كاب" لتداول العملات الرقمية، حيث تراجعت إلى أدنى مستوى لها في شهرين أمس الجمعة قبل أن تشهد بعض التعافي اليوم. جاء ذلك بعد أن أدى انهيار بنك سيلفرجيت المودع للعملات المشفرة، وبنك سيليكون فالي لبدء التشغيل التكنولوجي إلى تراجع المستثمرين عما يسمى الأصول الخطرة. وبحسب منصة كوين ماركت كاب، شهد سعر عملة بيتكوين تراجعا بنسبة 9.75% خلال آخر أسبوع ليسجل 20223 دولارا، فيما سجلت العملة ارتفاعا في آخر 24 ساعة فقط بنحو 1%، وذلك بعد انخفاضها لتحت مستوى 20 ألف دولار خلال تعاملات أمس. وبحسب موقع بيزنس إنسايدر، يأتي هذا التراجع في مواجهة الإغلاق المعلق لبنك "Silvergate"، وهو واحد من عدد قليل من البنوك الأمريكية التي قبلت الودائع المشفرة. وقالت سيلفرجيت كابيتال يوم الأربعاء إنها ستبدأ "تصفية منظمة" وتصفية طوعية لبنك سيلفرجيت في ضوء التطورات الصناعية والتنظيمية. وسحب العملاء ما لا يقل عن 8 مليارات دولار من البنك منذ انهيار منصة FTX للعملات المشفرة في نوفمبر. وفي الوقت نفسه ، حدث انخفاض في أسعار العملات المشفرة حيث رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة لترويض التضخم الحاد أيضًا، وفقا لبيزنس إنسايدر. وكتب نعيم أسلم، كبير مسؤولي الاستثمار في Zaye Capital Markets بمذكرة أمس الجمعة: "[نحن] نرى المستثمرين والمتداولين يسحبون أموالهم، وليس لدى المؤسسات سوى القليل من الآليات لوقف ذلك. التأثير السلبي لهذا الحدث يطول سعر بيتكوين". وأضاف: "لكننا ما زلنا مندهشين من أن سعر بيتكوين لم ينخفض بشكل حاد كما توقع الكثيرون، خاصةً [أن] سيلفرجيت كان أحد أهم البنوك لعمليات التشفير". كما تضررت الرغبة في المخاطرة أمس الجمعة بسبب انخفاض أسهم بنك سيليكون فالي، التي هبطت أكثر من 60%، بعد استمرار عمليات البيع التي بدأت يوم الخميس وسط مخاوف من انتشار العدوى في الصناعة المصرفية. كان بنك سيليكون فالي، وهو مقرض رئيسي للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، قال هذا الأسبوع إن الارتفاع في أسعار الفائدة أدى إلى خسائر بالمليارات في محفظة سندات بقيمة 21 مليار دولار. وذكرت قناة سي إن بي سي أمس الجمعة أن الشركة تجري محادثات لبيع نفسها بعد فشل محاولات زيادة رأس المال. والعملات الرقمية المشفرة هي عملات افتراضية ليس لها وجود مادي وغير مغطاة بأصول ملموسة، ويجري تداولها عبر شبكة الإنترنت، ولا يصدرها أي بنك مركزي، ولا تخضع لإشراف أي جهة رقابية ولا تتحكم فيها أي سلطة مركزية. وتعتمد العملات الرقمية في تعدينها على الآلاف من أجهزة الكمبيوتر حول العالم التي تتحقق من صحة المعاملات وتضيف المزيد من هذه العملات إلى النظام. وتعد عملة بتكوين هي العملة الرقمية الأشهر ولكنها ليست الوحيدة التي ذاع صيتها في السنوات الأخيرة، حيث يصل عدد هذه العملات حاليا إلى آلاف خاصة بعد موجة الصعود الكبيرة الأولى لبيتكوين في 2017 والتي سلطت الضوء على هذا المجال والتداول فيه وبالتالي ظهور المزيد من هذه العملات. وعلى منصة كوين ماركت كاب وحدها، تداول نحو 9065 عملة رقمية مشفرة يأتي على رأسها بيتكوين، إلى جانب بعض العملات الرقمية الأخرى التي ذاع صيتها بعد ارتفاع أسعار بتكوين وعدم قدرة البعض على تداوله، مثل عملات إيثيريوم، ودوجكوين، ولايتكوين، وغيرها.
