استشاط "سامي"، (35 سنة)، غضبًا بعدما سمع حديث الجيران حول سلوك شقيقته الصغرى، ومن أجل إخماد ثورة الغضب الثائرة بين أحشائه، دخل غرفتها ولف حول رقبتها إيشارب ولم يتركها إلا جثة هامدة. الجاني "سامي"، (35 سنة)، والمجني عليها "نورهان"، (28 سنة). نشآ بين أسرة بسيطة في شارع ترعة السواحلي بمنطقة الوراق، وتوقفت حياتهما الدراسية عند المرحلة الإعدادية، بعد وفاة الأب ومرض الأم. الابنة مكثت في المنزل تخدم والدتها، والابن يعمل مبلط. على مدار السنوات الماضية انتشر الحديث بين أهالي شارع ترعة السواحلي عن "المشي البطال" ل"نورهان"، وعلم القاتل من جيرانه في المنطقة بسوء سمعة شقيقته الصغرى وقال أحدهم "خلي بالك من أختك بتقابل شباب"، جُن جنونه، وتوجه نحو شقيقته، وأمسك يدها وعنفها بكل قوة. لم تقف الأخت مكتفة الأيدي وثارت في شقيقها ونشبت مشادة كلامية بينهما نافية حديثه. دقات الساعة تشير إلى العاشرة صباحًا، الصمت يطبق على المنطقة، حركة المارة متراجعة في ظل طقس بارد يصل إلى الصقيع، واختمرت في ذهن الرجل الثلاثيني خطة قتل شقيقته، بعدما تأكد من حديث الجيران، فتوجه على أطراف قدميه إلى غرفة نومها، وأمسك "إيشارب" وخنق المجني عليها من رقبتها، ولم يتركها إلا جثة هامدة. جلس المتهم بجوار جثة شقيقته لدقائق، وسط دهشة ممزوجة بحسرة وحزن على ما فعله، يفكر ماذا يفعل، حتى حضرت قوة أمنية بعدما أبلغ الأهالي قسم الشرطة، وردد المتهم فور رؤيته الأجهزة الأمنية: "خنقتها بالإيشارب علشان أرتاح من كلام الناس.. كلام الناس جنني". وانتدبت النيابة الطب الشرعي، لتشريح جثة المجني عليها، للوقوف على ملابسات الواقعة، وطلبت تحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة، لكشف تفاصيل الجريمة. وكشفت التحقيقات، أن المتهم في عقده الثالث من العمر، وأقدم على قتل شقيقته خنقًا، بسبب سوء سلوكها، فقرر خنقها بالإيشارب، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة. البداية عندما تلقى العميد محمد سلامة مأمور قسم شرطة الوراق بلاغًا بوقوع جريمة قتل بشارع ترعة السواحل. انتقلت قوة أمنية إلى محل البلاغ بقيادة العميد محمد سلامة بالتنسيق مع وحدة المباحث برئاسة المقدم هاني مندور، وعثر على جثة ربة منزل تبلغ من العمر 28 سنة ترتدي ملابسها كاملة ولا توجد به إصابات سوى حز بالرقبة. بجوار الجثة جلس أخيها الأكبر "مبلط 35 سنة" يعترف بجريمته "خنقتها بالإيشارب علشان أرتاح من كلام الناس". أمام العقيد مجدي موسى مفتش مباحث فرقة الوراق وأوسيم، أقر المتهم بخنقه أخته لسوء سلوكها. نقلت الجثة إلى المشرحة تحت تصرف مصلحة الطب الشرعي، وأخطر اللواء هشام أبو النصر مدير أمن الجيزة بالواقعة.
