شهدت أسعار الذهب ارتفاعات كبيرة ومتتالية خلال الأيام الماضية، حيث سجلت أسعار الذهب أعلى مستوى لها على الإطلاق في مصر، ووصل سعر الجرام 1830 جنيها أمس. وقفز سعر جرام الذهب إلى مستويات تاريخية لم تحدث في مصر من قبل أمس الاثنين، وصعد الجرام 180 جنيها على مدار اليوم، في إشارة لخروج الأسعار عن السيطرة خاصة ما مع إعلان بعض التجار والمنصات التوقف عن إعلان أسعار الذهب لحين استقرار السوق. وقال هاني ميلاد، رئيس شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية، أمس لمصراوي، إن بعض التجار والمحلات توقفت عن نشر أسعار الذهب بعد الزيادات المتتالية والمتسارعة في الأسعار، بعدما تخطى سعر الجرام 1800 جنيه. وتثير تلك التطورات المتلاحقة في سوق الذهب التساؤلات بشأن عملية تسعير الذهب في مصر ومن المسؤول عنها وكيف تحدث في ظل هذا التسارع، وهو ما يحاول مصراوي الإجابة عنه من خلال تجار في السطور التالية. قال نادي نجيب، سكرتير عام شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية سابقا، إن تسعير الذهب في مصر يحدث من خلال كبار التجار الذين يقومون بإعلان الأسعار الجديدة بعد ربط سعر المعدن الأصفر بالبورصات العالمية وسعر الدولار مقابل الجنيه في السوق المحلي. وأضاف نجيب، لمصراوي، أن هذه العملية تشمل ضرب سعر الأوقية العالمي في سعر الدولار بالسوق الموازي والقسمة على عدد الجرامات في الأوقية لتحديد الأسعار بالجنيه المصري. وأشار إلى أنه يتم تحديد السعر وفقا لسعر الدولار في السوق الموازية، لأن البنوك لا توفر الدولار لاستيراد الذهب حتى في الظروف العادية باعتباره سلعة غير أساسية. وأضاف نجيب أن هناك عاملا آخر يتحكم في سعر الذهب بالسوق المحلي، وهو آلية العرض والطلب، ولكنه عاملا يؤثر في أوقات معينة خاصة في حالة الطلب الكبير على السلعة وهو ما يحدث في الفترة الحالية. وتابع نجيب، أن الطلب على شراء الذهب بهدف الاستثمار في ظل قلة المعروض منه بسبب وقف استيراد الذهب، ساهم كذلك في ارتفاع أسعاره بشكل كبير. واتفق ناجي فرج، مستشار وزير التموين لصناعة الذهب، مع نادي نجيب، حيث قال لمصراوي، إن تسعير الذهب يخضع لآلية العرض والطلب، خاصة بعد قرار وقف استيراد الذهب. وأضاف فرج، لمصراوي، أن الارتفاع الكبير في أسعار الذهب في الوقت الحالي جاء بشكل رئيسي نتيجة ارتفاع الطلب على شراء السبائك والجنيهات الذهب بهدف الاستثمار في ظل تحقيقه مكاسب سنوية مغرية. وأشار إلى أن شعبة الذهب بالغرف التجارية، مسؤولة عن إعلان الأسعار، وليس تحديدها. وتوقع فرج أن تعود أسعار الذهب للانخفاض مرة أخرى في حالة فتح الاستيراد للذهب.
