تحدث الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، في لقاءه مع برنامج "من مصر" المذاع على قناة CBCالفضائية، حول أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع عبد الله بن أبي ابن سلول، موضحًا إلى أن الأخير ينسب إلى أمه "سلول" ولذا تكتب ابن وليس بن. ويروي جمعة أن عبد الله بن أبي كان يتحضر لحكم المدينة، ولكن بعد دخول النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ذهب منه الملك، وأصبح النبي صلى الله عليه وسلم هو الحاكم والنبي وكل شيء، فتأثر قلب عبد الله بن أبي بشدة من ذلك، فأصبح كبير المنافقين، ورغم كل ما فعله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من خذلان في المعارك وسخرية وغيبة ونميمة وما كان يسيطر عليه من الرغبة في المجد، ولكن حين شعر باقتراب الأجل ومرض مرض الموت، طلب من أهله أن يرسلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويطلبوا منه بردته حتى يكفن فيها، "هو بيموت وحاطط في ذهنه بردو المجد والتاريخ"، لكن يقول جمعة أن الرسول صلى الله عليه وسلم أعطاها أياه، رغم أنه يعلم أن المنافق لا رجاء فيه. ويقول جمعة إن عبد الله بن أبي بن سلول كفن بالفعل في عباءة النبي، وهو يعلمنا بذلك معان كثيرة، فذات يوم سمع عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم سوف يقتل أباه عبد الله بن أبي ابن سلول، فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يطلب منه إن كان سيقتل ليقتله هو، لأنه لا يتحمل أن يرى قاتل أباه يسير بين الناس فلا يضمن ألا تخونه نفسه فيقتله ويكون قد قتل مسلمًا بكافر، فربت النبي صلى الله عليه وسلم على كتفه وأكد له أنه لم يأمر بقتله ولا أي شيء، لأنه مازال يتلو الشهادتين ويصلي مع المسلمين، ومات عبد الله بن أبي ابن سلول موتة طبيعية لا في عقوبة ولا في غيره.