أعلن المتحدث باسم برنامج الغذاء العالمي تومسون فيرى، الاضطرار لتعليق مساعدات البرنامج في جنوب السودان، وذلك بسبب النقص الحاد في التمويل، محذرا من أن ما يقرب ثلث سكان البلاد الذين يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي سيكونون بدون مساعدات مما يزيد مخاطر المجاعة لقرابة 1.7 مليون شخص. وقال المتحدث في مؤتمر صحفي بجنيف، اليوم الثلاثاء، إن تعليق المساعدات يأتى في أسوأ وقت ممكن بالنسبة لشعب جنوب السودان، حيث تواجه البلاد عاما من الجوع غير المسبوق، موضحا أن أكثر من 60% من السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال موسم الجفاف في الوقت الذي يفاقم الصراع المستمر والفيضانات الشديدة والجفاف المحلي وارتفاع أسعار المواد الغذائية بسبب الأزمة في أوكرانيا. وأعرب عن قلق المنظمة البالغ إزاء تأثير التخفيضات في التمويل على الأطفال والنساء والرجال الذين لن يكون لديهم ما يكفي من الطعام خلال موسم العجاف، لافتة إلى أن هذه العائلات قد استنفذت استراتيجيات التكيف الخاصة بهم تماما وأصبحوا بحاجة إلى مساعدة إنسانية فورية لوضع الطعام على المائدة على المدى القصير وإعادة بناء سبل معيشتهم وقدرتهم على الصمود لمواجهة الصدمات المستقبلية. وأكد أن الاحتياجات الإنسانية التي تلقاها برنامج الغذاء العالمى تتجاوز بكثير التمويل الذي تلقاه هذا العام، محذرا من أنه إذا استمر هذا الأمر فإن المشاكل ستكون أكبر وأكثر تكلفة في المستقبل، بما في ذلك زيادة الوفيات وسوء التغذية والتقزم والأمراض. كما لفت إلى أن المنظمة الأممية استنفذت جميع الخيارات قبل تعليق المساعدات الغذائية، بما في ذلك خفض الحصص الغذائية إلى النصف في عام 2021، مبينا أن هذه التخفيضات الأخيرة ستؤثر أيضا في المساعدة المقدمة لحوالى 178 ألف من تلاميذ المدارس الذين لن يتلقوا وجبات مدرسية يومية. وشدد على أنه لن يكون من الممكن تجنب المزيد من التخفيضات الصارمة ما لم يتم تلقي المزيد من التمويل، مشيرا إلى أن المنظمة بحاجة إلى حوالى 426 مليون دولار للوصول إلى ستة ملايين شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي خلال العام الجاري.
