كشفت دراسة جديدة، أن استخدام الهواتف المحمولة لا يرتبط تمامًا بزيادة مخاطر الإصابة بسرطان المخ، وهو ما يشكل الكثير من القلق والمخاوف في وقتنا الحالي. وشملت الدراسة أكثر من 400 ألف شخص بريطاني، واستمرت أكثر من 10 أعوام، لفحص ما إن كان هناك ثمة علاقة تربط بين استعمال الهواتف المحمولة باستمرار وسرطانات الدماغ، حسبما نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية. ويعتقد البعض أن الموجات الراديوية التي تنبعث من الهواتف يمكن أن تخترق الجمجمة وتسبب السرطان عند إجراء مكالمة، وازدادت تلك المزاعم بشكل أكبر في السنوات القليلة الماضية. وفي هذه الدراسة الحديثة، اعتمد الخبراء بجامعة أكسفورد على بيانات 400 ألف امرأة لا تعاني من السرطان، وتتراوح أعمارهن بين 50-80 عامًا، وذلك على مدار عقد كامل بدأ من عام 2001 حتى عام 2011. وتم توجيه بعض الأسئلة للمشاركين بالدراسة عن طبيعة استخدامهم للهواتف المحمولة منذ بدء الدراسة وحتى انتهائها. وقارن الباحثون بين نتائج الدراسة والسجلات الصحية للمشاركين في فترة بدء الدراسة وانتهائها، وعملوا على تتبع ما إذا كان أي شخص منهم قد تطور لديه خطر الإصابة بثلاثة أنواع مختلفة من أورام المخ، وهي: الورم السحائي والورم الحميد في الغدة النخامية والأورام العصبية الصوتية. ووضع الباحثون في الحسبان أيضًا بعض العوامل الأخرى المساهمة في الإصابة بأورام المخ، مثل العمر ومؤشر كتلة الجسم وتناول الكحوليات والتدخين ومعدل النشاط البدني. وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين استعملوا الهواتف المحمولة في الدراسة انخفضت لديهم فرص الإصابة بسرطان المخ بنسبة 5% مقارنة بالأشخاص الذين لم يستخدموا تلك الهواتف على الإطلاق. وازدادت مخاطر إصابة النساء اللواتي يستعملن الهواتف المحمولة يوميًا بشكل مكثف بنسبة 1%، أما النساء اللاتي استخدمن تلك الهواتف بمعدل أقل خلال اليوم، انخفضت فرص إصابتهن بسرطان المخ بنسبة 3% مقارنة بالنساء اللاتي لم يستخدمنها. بمعنى أخر، فإن هناك 1261 امرأة أصيبت بورم المخ في عام 2011 من إجمالي 286,387 سيدة لم يستخدمن الهواتف المحمولة في 2001، أي وصلت النسبة إلى 0.44%. وفي الوقت نفسه، أصيبت 2278 امرأة بورم المخ من إجمالي 556,131 سيدة كانوا يستخدمون الهواتف المحمولة، أي بنسبة 0.41%. وأكد الباحثون أن المخاوف التي تربط بين السرطان والهواتف المحمولة منذ بداية ظهورها في عام 1990 ليس لها أساس من الصحة. وأوضح الباحثون أن الأشعة الصادرة من تلك الهواتف قليلة الطاقة ومحدودة ولا يمكنها أن تعمل على تدمير الخلايا بشكل عام، ولا سيما خلايا المخ.
