مع شروق صباح كل يوم يتجمع عدد من عمال اليومية بالأراضي الزراعية عند مدخل قرية نقيطة التابعة لمركز المنصورة بمحافظة الدقهلية ساعين إلى الرزق والبحث عن قوت يومهم للعمل على جمع المحاصيل الزراعية بالأراضي المتاخمة للقرية او بالقرى المجاورة. تجمع 22 فردًا ما بين السيدات والرجال صغارا وكبارا خرجوا إلى مدخل القرية لتأتي السيارات النقل ليعتلوها وصولا إلى أحد حقول البصل ليبدأ عملهم وينتهى مع ظهر اليوم فيتحصل كلا منهم علي يومية ب60 جنيها للعامل الواحد راضين بما قسمه الله لهم ويقرروا العودة من حيث أتوا إلا أن القدر بَدل رحلتهم من المنزل إلى القبر لبعضهم والمستشفى للباقيين. تجمع العمال بمدخل الحقل عند انتهاء عملهم أتت سيارة جامبو ركب الجميع السيارة لتسير بسرعة شديدة بناحية الطريق المتجة إلى قرية نقيطة، حيث جاءوا ومع جلوسهم جميعا بصندوق السيارة فجأة تسقط فوقهم شجرة ضخمة أثناء سير السيارة لتنتهي حياة 3 أشخاص بينهم سيدتين وينتقل 19 آخرين إلى المستشفى بينهم 3 حالات خطرة. "أنا حاسة أن ده كابوس ومش عارفة إيه حصل بالظبط".. بصوت منخفض تعالى صوت الألم بدأت زينب عبد البديع، 55 عاما، تروي ل"مصراوي" رحلة الموت التي انتهت بوفاة 3 أشخاص أطلق عليهم داخل القرية "شهداء لقمة العيش" لتؤكد أنها لن تشعر سوى بشئ ضخم يسقط أعلاهم ولا تدري التفاصيل إلا أنها عند إفاقتها داخل المستشفى وإبلاغها بما جرى. وأضافت زينب: "اليوم ده كان يوم خفيف مكنش فيه جمع بس كان ري للأرض وتسوية علشان البصل الجديد وبأعمل كعاملة باليومية في الأراضي وفور إنتهاء عملنا بحقل البصل خدنا أجرتنا وركبنا كلنا العربية ولم يمر سوى 10 دقائق من التحرك ولم أشعر بما جرى بعد ذلك". تبكي زينب من شدة الألم بعد أصابتها بكسور بأنحاء متفرقة بالجسم، وتقول الألم بقي 2 الأول أخواتي اللي بيشتغلوا معايا اللي راحوا والتاني هو ان مش هقدر اشتغل تاني وانا كنت بشتغل بصحتي وخلاص هفضل طول حياتي كدة مش هقدر اشتغل زي زمان". تتابع المصابة حديثها:"خسرنا الصحاب والشغل ومكنتش اتخيل ابدا ان حياتنا تروح تحت شجرة سقطت بفعل الرياح". كان المئات من أهالي قرية نقيطة التابعة لمركز المنصورة، محافظة الدقهلية، قد شيعوا أمس جثامين 3 ضحايا سقوط شجرة ضخمة علي سيارة نصف نقل،علي طريق (المنصورة-أجا)، كانت تقل عمال زراعيين أثناء عودتهم من عملهم في الأراضي الزراعية، وهو ما تسبب في مصرع 3 أشخاص بينهم سيدتين، وإصابة 19 آخرين، بينهم 4 مصابين بإصابات خطيرة وجري وضعهم في العناية المركزي بمستشفى الطوارئ بجامعة المنصورة. خرجت الجثامين في مشهد جنائزي مهيب بتشييع "محمد عيد البهبيتي"،والذي جرى نقل جثته إلي بيته فور وقوع الحادث لوفاته، وبعد وقت قصير تم التصريح بدفن كل من "أم حسن السيد أبو سليمان، 58 عامًا، وزينب عبد البديع خليل، 55 عامًا. وأدي الأهالي صلاة الجنازة علي الضحايا بجوار مقابر القرية وأطلقوا عليهم "شهداء لقمة العيش"، مؤكدين أنهم خرجوا من أجل البحث عن الرزق الحلال. ووقع الحادث ظهر اليوم، عندما سقطت شجرة ضخمة علي طريق "المنصورة – أجا" علي سيارة نصف نقل "جامبو"والتي كانت تنقل العمال ضحايا الحادث، ونظرا لوجود رياح سقطت الشجرة علي السيارة مما تسبب في انقلابها علي الطريق، وجري التعامل مع الحادث، ونقلت سيارات الإسعاف المصابين إلي مستشفى الطوارئ بالمنصورة، لتلقي العلاج اللازم. وفي سياق متصل أعلن الدكتور وائل عبد العزيز وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالدقهلية، أنه فور وقوع الحادث تحركت لجنة الإغاثة بمديرية التضامن الاجتماعي وقامت ببحث الحالات والأسر للمتوفين والمصابين . وأضاف عبد العزيز في بيان صحفي، أنه بالنسبة لحالات الوفاة يتم صرف المساعدات وفقا للحالة الاجتماعية للأسر حيث تقرر صرف مبلغ 10 آلاف جنيها لزوج المتوفية "زينب"،وتقرر صرف مبلغ 15 ألف جنيه لزوجة المتوفي "محمد" ،و تقرر صرف مبلغ 5 آلاف جنيها لأبناء المتوفية، "أم حسن"،حيث أنها أرمله وليس لها أبناء غير متزوجين. وأشار إلى أنه تقرر صرف مبلغ 3000 جنيها لكل مصاب بالحادث، علاوة علي تسجيل تلك الاسر علي برنامج تكافل وكرامة.
