أنهت السيدة الثلاثينية أعمال المنزل كعادتها، ثم اصطحبت ابنتها الرضيعة، قاصدة إحدى المكتبات لتشتري بعض الكتب، فكان لها أن استوقفت سائق توكتوك لتوصيلها، لكنها لم تكن حينها تعلم، أن القدر يخبئ لها قصة حزينة مع ذلك الغريب. إلى داخل المكتبة دلفت السيدة، رفقة تحمل الرضيعة، قبل أن يخيب مسعاها الأول وتخرج منها خالية الوفاض حيث لم تجد ما تبحث عنه، قبل أن تفاجئ بذلك السائق ينتظرها في الخارج، ويتجاذب معها طرف الحديث، ويعرض عليها توصيلها إلى مكتبة أخرى، "أنا عارف مكتبة كويسة تعالي أجيبلك الكتب"، ممنيًا إياها أنها ستجد هناك مبتغاها من الكتب. على نيتها استقلت السيدة الثلاثينية التوكتوك، لينطلق بها إلى حيث لا تدري مع ذلك الغريب، والذي قادها إلى مكان مجهول، حتى تيقن أنه المكان المناسب له فأخرج "مطواة" وهددها بالطعن إن استغاثت، فرضخت لمطلبه، حتى انفرد بها، أمام رضيعتها، وحسر عنها ملابسها، وتحسس أماكن عفتها، ثم أخرج هاتفه المحمول، والتقط بعض الصور، ليهددها بها حال تفكيرها في الإبلاغ عن فعلته. إلى قسم شرطة مينا البصل توجهت السيدة مستغيثة بهم، وروت قصتها، وحددت ما تعلمه عن المكان الذي ذهب إليه ومواصفات السائق ومكان وساعة إقلالها. فريق بحث جرى تشكيله، لكشف ملابسات ما جرى، والوقوف على صدق رواية السيدة من عدمه، والقبض على المتهم ومواجهته بما جرى الإبلاغ عنه. كشفت تحريات ضباط وحدة مباحث القسم، أن المجني عليها "ف.ع.س" 31 عام ربة منزل، وبرفقتها طفلتها الرضيعة استقلت مركبة "توك توك" قيادة المتهم "إ.أ.م"، لتوصيلها إلى احدى المكتبات لشراء بعض المستلزمات وعند ذهابها إلى المكتبة لم تعثر على ما تريده، فزعم المتهم معرفته إحدى المكتبات وعرض عليها توصيلها فوافقت. وأضافت تحريات المباحث، أن المتهم استدرج المجنى عليها إلى منطقة نائية بعيدا عن المارة، ثم أشهر فى وجهها "مطواة"، واعتدى جنسيا عليها غير عابئ ببكاء طفلتها الرضيعة التى لا يتعدى عمرها العام ونصف حينها. وتبين من التحقيقات أن المتهم قام بتصوير المجنى عليها بواسطة هاتفه المحمول وهددها بفضحها فى حالة إبلاغ الشرطة، ثم استولى على ما معها من أموال وهاتفها المحمول. بإعداد الكمائن اللازمة، ألقي القبض على المتهم، وحرر محضر بالواقعة وبعرضه على النيابة العامة قررت إحالته إلى محكمة جنايات الإسكندرية التي أصدرت حكمها، برئاسة المستشار عبد الله خطاب، بمعاقبة المتهم بالسجن المؤبد، لاتهامه باختطاف ربة منزل وهتك عرضها وتصويرها تحت تهديد السلاح.
