لم يتسرب اليأس إلى قلوب أهالي المفقودين في غرق مركب "سيدنا الحسين" بكفر الشيخ في المنطقة الواقعة بين محافظتي دمياط وبورسعيد رغم مرور أيام عديدة من البحث داخل البحر دون فائدة، لدى الجميع إصرار على استمرار المحاولة من أجل العثور على جثامين الصيادين، وفقا لإيهاب المالحي، المسؤول عن مبادرة "غواصين الخير" الذين يساهمون في إنقاذ الغرقى بجانب جهود الأجهزة المعنية. كان رئيس ميناء برج البرلس، تلقى إخطارا بغرق مركب في البحر الأبيض المتوسط، على بعد مسافة 15 ميلا غرب بورسعيد و10 أميال شرق دمياط على متنها 9 أشخاص، تم إنقاذ 3 منهم، ولا يزال 6 صيادين مفقودين، فيما أمر اللواء جمال نورالدين، محافظ كفرالشيخ بمتابعة عملية البحث عن باقى المفقودين فيما جرى نقل المصابين إلى مستشفى برج البرلس المركزي، لعمل الإسعافات الأولية لهم، وفقا لبيان رسمي عن المحافظة. وتوجه المالحي يوم الخميس الفائت إلى منطقة غرق المركب في مجموعة ضمت 25 غواصا جاءوا من "الإسكندرية ومطروح والبحيرة والغربية والقليوبية والمنوفية غواصين من كفر الشيخ" خرجوا بصحبة 11 مركب متطوعين من الصيادين، انهمكوا على الفور في تجهيز أنفسهم للمهمة الصعبة وفي ساعات قليلة انغمسوا في مياه البحر "الحمد لله اشتغلنا على قدر المستطاع، من رأس البر إلى دمياط وبورسعيد والرجوع إلى نقطة البداية مرة تانية". لم تُسفر المحاولة الأولى عن التقاط الجثامين ال 6 رغم الجهد الكبير الذي جرى وسط الأمواج المتلاطمة "نظرا للظروف الجوية وطبعا مياه البحر ساقعة جدًا" ونحافة أجساد الغرقى، كان الجميع يشعر بالإرهاق بعد رحلات البحث الأولى لكن أصوات نحيب وبكاء الأهالي منعهم عن التوقف "كمل معانا 19 غواص وقررنا نكمل البحث لحد ما نوصلهم" بذلوا أقصى ما في طاقتهم لكن الظروف لم تكن في صالحهم. بقى المالحي في منطقة الحادث، رحل عدد من الغواصين ليحضر زملائهم لاستكمال المهمة النبيلة "غواصين الخير سايبين شغلهم وجايين مخصوص يساعدوا، كلهم أطباء وضباط ومن كل الوظايف" ظلوا على أهبة الاستعداد على شاطيء البحر في انتظار إشارة البدء، مرت ساعات لكن لم تسنح لهم الفرصة في النزول لعدم توافر عدد كافية من المراكب "روحت على أهالي المفقودين، عزيتهم وبلغتهم إننا هنفضل في ضهرهم وعمرنا ما هنتخلى عنهم". دار الحديث حول ضرورة انتظار طفو الجثامين على الشاطئ حتى يوم الأربعاء "لأنها بتفضل في المايه ل 8 أيام، وفي حالة عدم ظهورها نغطس مرة جديدة وبإذن الله نلاقيهم" اتفق الجميع على ذلك وقام المالحي بالاتفاق مع عدد كبير من الغواصين على تجهيز أنفسهم لخوض التجربة مرة ثانية غدا في وقت مبكر من الصباح "وهنكمل لحد الجمعة ومتأكدين إن هنوصلهم" متمنيا أن يحالفهم الحظ من أجل سرعة دفن الغرقى.
