داء السكري مرض مزمن يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الإنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن الاستخدام الفعال للإنسولين الذي ينتجه. والإنسولين هو هرمون يضبط مستوى السكر في الدم، ويُعد فرط الجلوكوز في الدم، الذي يعرف أيضا بارتفاع مستوى السكر في الدم، من النتائج الشائعة الدالة على خلل في ضبط مستوى السكر في الدم، ويؤدي مع الوقت إلى الإضرار الخطير بالعديد من أجهزة الجسم، ولاسيما الأعصاب والأوعية الدموية، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. وفي عام 2014، مثل المصابون بالسكري نسبة 8.5% من مجموع البالغين في الفئة العمرية من 18 عاما فما فوق. وفي عام 2019، كان السكري السبب المباشر في 1.6 مليون حالة وفاة. بيد أن تقديم صورة أدق عن الوفيات الناجمة عن داء السكري يقتضي إضافة الوفيات الناجمة عن ارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم عن المستوى الأمثل عند من عانوا من أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الكلى المزمنة والسل. وفي عام 2012 (عام أحدث البيانات المتاحة)، توفي 2.2 مليون شخصا آخر بسبب ارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم. وقد ارتفع معدل الوفيات المبكرة الناجمة عن السكري بنسبة 5% في الفترة بين عامي 2000 و2016. وكان معدل الوفيات المبكرة بسبب السكري في البلدان المرتفعة الدخل قد انخفض في الفترة ما بين عامي 2000 و2010 غير أنه ارتفع بعد ذلك بين عامي 2010 و2016. وارتفع معدل الوفيات المبكرة بسبب السكري في البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا في كلتا الفترتين. وفي المقابل، انخفض احتمال الوفاة بسبب أي من الأمراض غير السارية الرئيسية الأربعة (الأمراض القلبية الوعائية أو السرطان أو أمراض الجهاز التنفسي المزمنة أو السكري) بين سن 30 و70 عاما بنسبة 18% على الصعيد العالمي بين عامي 2000 و2016. اقرأ أيضًا: ارتفاع مستوى السكر في الدم يهدد بالإصابة ب4 أنواع مختلفة من الالتهابات السكري من النمط 2 ينجم السكري من النمط 2 (الذي كان يُسمى سابقاً داء السكري غير المعتمد على الأنسولين أو السكري البادئ عند البالغين) عن عدم استخدام الجسم للأنسولين بفعالية. ومعظم مرضى السكري يعانون من مرض السكري من النمط 2. وهذا النمط ينتج غالبا بسبب فرط وزن الجسم والخمول. وقد تكون أعراض هذا النمط مماثلة لأعراض النمط 1، ولكنها قد تكون أقل ظهورا في كثير من الأحيان. ولذا فقد يُشخّص الداء بعد مرور عدة أعوام على بدء الأعراض، أي بعد ظهور مضاعفات المرض. وحتى وقت قريب، كان هذا النمط من السكري يُلاحظ فقط لدى البالغين، ولكنه أصبح يحدث حاليا بشكل متزايد لدى الأطفال أيضاً. السكري من النمط 1 يتسم داء السكري من النمط 1 (الذي كان يُعرف سابقاً باسم السكري المعتمد على الأنسولين أو السكري الذي يظهر في مرحلة المراهقة أو الطفولة) بنقص في إنتاج الأنسولين، ويقتضي أخذ الأنسولين يومياً. وتُجهل العوامل المسببة للسكري من النمط 1 و وسائل الوقاية منه. وتشمل أعراض هذا الداء فرط التبوّل والعطش والجوع المستمر وفقدان الوزن وتشوش الرؤية والتعب. وقد تظهر هذه الأعراض فجأة. سكري الحمل سكري الحمل هو فرط الغلوكوز في الدم بحيث تزيد قيم غلوكوز الدم عن المستوى الطبيعي ولكنها لا تصل إلى المستوى اللازم لتشخيص داء السكري. ويحدث هذا النمط أثناء الحمل. يزداد احتمال ظهور مضاعفات أثناء الحمل وعند الولادة لدى النساء المصابات بسكري الحمل. ويزداد احتمال الإصابة بالسكري من النوع 2 في المستقبل لدى هؤلاء النساء وربما حتى لدى أطفالهم. يُشخّص سكري الحمل بواسطة عمليات الفحص قبل الولادة، وليس عن طريق الأعراض المبلغ عنها. اختلال تحمّل الغلوكوز واختلال سكر الدم مع الصيام يمثّل اختلال تحمّل الغلوكوز واختلال سكر الدم مع الصيام حالتين وسيطتين في مرحلة الانتقال من الحالة الطبيعية إلى مرحلة الإصابة بالسكري. والأشخاص المصابون بإحدى هاتين الحالتين معرّضون بشدة لاحتمال الإصابة بالسكري من النوع 2، رغم أن حدوثه ليس حتميّا. آثار السكري على الصحة يمكن أن يتسبّب داء السكري مع مرور الوقت في إلحاق الضرر بالقلب والأوعية الدموية والعينين والكلى والأعصاب. يزداد احتمال تعرض البالغين المصابين بالسكري للنوبات القلبية والسكتات الدماغية بضعفين أو ثلاثة أضعاف(1). يؤدي ضعف تدفق الدم واعتلال الجهاز العصبي (تلف الأعصاب) على مستوى القدمين إلى زيادة احتمالات الإصابة بقرحات القدم والتَعَفُّن مما قد يستدعي بتر الأطراف في نهاية المطاف. يُعد اعتلال الشبكية السكري من الأسباب الرئيسية للعمى، ويحدث نتيجة لتراكم الضرر الذي يلحق بالأوعية الدموية الصغيرة في الشبكية على المدى الطويل. وُتعزى نسبة 2.6% من حالات العمى في العالم إلى داء السكري(2). يُعد السكري من الأسباب الرئيسية المؤدية للفشل الكلوي(3). سبل الوقاية من السكري لقد ثبتت فعالية التدابير البسيطة المتعلقة بنمط المعيشة في الوقاية من السكري من 2 أو تأخير ظهوره. وللمساعدة على الوقاية من السكري من النمط 2 ومضاعفاته، ينبغي أن يقوم الأشخاص بما يلي: العمل على بلوغ الوزن الصحي والحفاظ عليه؛ ممارسة النشاط البدني- أي ما لا يقلّ عن 30 دقيقة من النشاط البدني المعتدل والمنتظم خلال معظم أيام الأسبوع. ويتطلب التحكم في الوزن ممارسة المزيد من النشاط البدني اتباع نظام غذائي صحي مع الحد من المواد السكرية والدهون المشبّعة؛ تجنّب تعاطي التبغ، حيث إن التدخين يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية. التشخيص والعلاج لمرض السكري يمكن تشخيص السكري في مراحل مبكّرة من خلال عملية فحص الدم الزهيدة التكلفة نسبياً. ويتطلب علاج داء السكري اتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني وخفض مستوى الغلوكوز في الدم ومستويات سائر عوامل الخطر المعروفة التي تضر بالأوعية الدموية. كما يُعد الإقلاع عن التدخين مهماً أيضاً لتجنّب المضاعفات. وتشمل التدخلات الموفرة للتكاليف والمجدية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ما يلي: ضبط مستوى الغلوكوز في الدم، لا سيما عند المصابين بالسكري من النوع 1. ويلزم المصابين بالسكري من النوع 1 تناول الأنسولين؛ في حين يمكن علاج المصابين بالسكري من النوع 2 بالأدوية عن طريق الفم، وإن كانوا قد يحتاجون أيضاً إلى الأنسولين؛ ضبط مستوى ضغط الدم العناية بالقدمين (الرعاية الذاتية للمريض بحفاظه على نظافة القدمين؛ وارتداء الأحذية المناسبة؛ والتماس الرعاية التي يقدمها المهنيون لعلاج قرحات القدمين؛ والفحص المنتظم للقدمين من قبل المهنيين الصحيين). وتشمل التدخلات الأخرى الموفرة للتكاليف، ما يلي: - تحري اعتلال الشبكية السكري (الذي يسبّب العمى) وعلاجه؛ - ضبط مستوى الدهون في الدم (لتنظيم مستويات الكولسترول)؛ - تحري العلامات المبكّرة لأمراض الكلى المتعلقة بداء السكري.