"بنيت شقة زوجي في بيت أهله بأموالي، وطالبوه بأن يطلقني ولكنه رفض، فوزع الأب الميراث وكتب لجميع أبناءه شققهم وحرم زوجي من حقه..فما حكم ذلك؟" هكذا قالت إحدى السيدات ببرنامج "ولا تعسروا" المذاع على القناة الأولى الفضائية شكواها للدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى ومدير إدارة التدريب بدار الإفتاء، الذي أوضح حكم الشرع فيما فعله الأب حال حياته. وأوضح الورداني أن البناء الذي بنته السائلة في هذا المكان أرادت أن تعيش فيه مع زوجها مازالت الأرض التي بني عليها هذا المكان ملك لحماها. الأمر الأخر الذي يشير إلى الورداني هو إن كانت السائلة قد بنت هذا البناء كهدية لزوجها، وبذلك فليس لها الحق أن تطالب به، "هل كنتي متفقة معاهم لو مشيتي هتاخدي حق البناء أم لا؟"، موضحًا أن الاتفاق هو الذي يجعلها صاحبة حق، فإن كانت بنت ولم تقل ذلك فكأنها تبرعت بهذا العمل، لأن الأصل في حالة عدم الاتفاق أن الإنسان يتصدق أو يتبرع به، وأضاف الورداني أنه في المعاملات المالية حين نريد الدخول في عقد معاوضة يجب أن يكون هناك اتفاق حول الشيء المقدم والشيء المقابل له، فلو بنت الشقة حتى تسكنها فقط بدون أي اتفاق فكأنها تبرعت بذلك، "لأننا لو مقولناش كدا الناس بعد ما تطلع الصدقة أو تهدي الهدية هيتنازعوا..مادمتي لم تتفقي فكأنك متبرعة ومتصدقة لزوجك"، وقال الورداني أنها لو طالبت حماها أن يعوضها في مقابل ذلك فلا حرمة في ذلك أيضًا. وأوضح الورداني أن ما فعله حمو السائلة ليس توزيعًا للميراث كما قالت، ولكنه تصرف في حال الحياة، "لو عمله عشان يمنع في المستقبل زوجك أنه يورث فالنية اللي نواها دي حرام..لكن إذا لم ينو ذلك ولكنه اعطاه لأبناءه الذين يراهم مستحقين ماله في حال حياته..ساعتها لا يبقى ظالم ولكنه تصرف في ماله حال حياته"، وأوضح الورداني أننا لا نعرف نيته فيما فعل، والميراث يجب أن يكون فيه وفاة للمورث وحياة للوارث ووجود تركة، فطالما المورث مازال على قيد الحياة لا وجود للميراث.