قدم رجال هيئة قناة السويس ملحمة لتعويم السفينة البنمية "إيفر جيفن" التي جنحت بفعل الرياح الثلاثاء الماضي، وتسببت في إغلاق الممر الملاحي لقناة السويس. أحد الأبطال المشاركين في الملحمة هو الربان إيهاب مرسي، قبطان قاطرة "ريد سي بريجون" وكان دوره مع مساعديه وطاقم البحارة سحب مؤخر السفينة الجانحة لاتجاه الجنوب، وإزاحتها بالتزامن مع عمل كراكة الحفر، لفتح مجال لتعويم ناقلة الحاويات العملاقة، بالاشتراك مع القاطرة "كابوجو". "بدأت العمل في اليوم الأول، وكان الموقف شديد الصعوبة، فالجنوح نادر الحدوث بهذا الشكل" هكذا بدأ القبطان إيهاب مرسي يوضح ل"مصراوي" وقال إنه يعمل في المجال البحري قائدًا للقطع البحرية، وشارك في عدة عمليات إنقاذ وتعويم سفن مختلفة الأطوال والحمولات. واستطرد أن مناورة السفينة والتفافها بعرض المجرى الملاحي هو الأمر الأصعب، إذ استقرت السفينة على جانبي تكسيات القناة، واحتاج الأمر إلى مجهود شاق للحفر وسحب الرمال من أسفل السفينة حتى تعويمها مرة أخرى. ابن محافظة الإسكندرية، المقيم بسموحة، صاحب الخبرات الملاحية التي تجاوزت 34 عامًا، عمل خلالها في المجال داخل وخارج مصر قال: "لم أرَ في حياتي جنوح سفينة بهذا الشكل في ممر ملاحي". بعد انتهاء مهمة فريق القاطرة "ريد سيبريجون" التي يقودها الربان إيهاب، غادرت الموقع وحلت مكانها القاطرة "ماردايف 703" وبكل فخر يعبر القبطان عن فرحته بإعادة الملاحة في القناة، بعد جهود رجال الهيئة المخلصين. وتابع "أن السعادة بعودة الملاحة لم يقتصر على المصريين فقط، بل الأمر امتد للمواطنين في دول أوروبا وشرق وجنوب شرق أسيا، والعاملين على السفن وناقلات الحاويات التي تعبر القناة، وهذا تأكيد على القيمة الحقيقية للممر الملاحي الأهم في العالم والذي لا يمكن الاستعاضة عنه بأي طريق بديل".
