سارعت دول أوروبية لوقف الرحلات من بريطانيا، بعد ساعات على إعادة فرض حجر في لندن وجنوب شرقي إنجلترا، في محاولة لوقف موجة أخرى من الإصابات المنسوبة إلى سلالة جديدة من فيروس كورونا، وُصِفت بأنها "أكثر خطورة". تكمن خطوة السلالة الجديدة من كوفيد-19 في تفشيها بسرعة أكبر من سابقتها، بنسبة تبلغ 70 بالمائة، لكن لا يُعتقد أنها أشد فتكًا منها. وليس هناك دليل على أنها تتفاعل بشكل مختلف مع اللقاح، بحسب كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا، البروفيسور كريس ويتي. وفي بريطانيا، الدولة الأوروبية الأكثر تضررًا- إلى جانب إيطاليا، أودى الفيروس بحياة أكثر من 67 ألف شخص. فيما بدأت الحكومة البريطانية طرح لقاح كوفيد-19 الذي طورته شركتا "فايزر" الأمريكية و"بيونتك" الألمانية في 8 ديسمبر الجاري، كأول دولة غربية تبدأ في التطعيم الجماعي. وفي الوقت الحالي، يعيش نحو 38 مليون شخص في إنجلترا، يمثلون 68 بالمائة من السكان، في منطقة إنذار "عال جدا"، وهي أشد مستويات القيود صرامة وتتضمن إغلاق الحانات والمطاعم والمتاحف، فضلا عن حظر الاختلاط بين الأسر المختلفة، وعدم الخروج من المنازل حتى 30 ديسمبر على أقرب تقدير. 4 دول تُعلّق في تلك الأثناء، حظرت هولندا وصول المسافرين جوًا من بريطانيا "كإجراء وقائي"، اعتبارًا من الساعة 6:00 (05:00 بتوقيت جرينتش) اليوم الأحد وحتى الأول من يناير، حسبما أفادت الحكومة الهولندية. وقالت الحكومة الهولندية إنها ستنضم إلى دول الاتحاد الأوروبي الأخرى لاكتشاف طرق للحد من انتشار هذه الفصيلة في أوروبا.، مُشيرة إلى أن حظر الرحلات في وسائل النقل الأخرى "لا تزال قيد البحث". وسجّلت هولندا التي بالكاد يتجاوز عدد سكانها 17 مليون شخص، 677 ألف إصابة بالفيروس و10 آلاف وفاة حتى الآن. وأوصت وزارة الصحة الهولندية في بيان بأن يكون أي دخول لهذه السلالة من الفيروس من بريطانيا "محدودًا قدر الإمكان من خلال تقييد و/أو التحكم بحركة الركاب من المملكة المتحدة"، داعية المواطنين الهولنديين إلى تجنب السفر إلا في حالة الضرورة القصوى. وتفرض هولندا حاليًا إغلاقا لمدة 5 أسابيع حتى منتصف يناير، مع إغلاق المدارس والمتاجر غير الأساسية، من أجل كبح انتشارالوباء. ووفق الصحة الهولندية، فإن "دراسة لإصابة واحدة في هولندا أوائل ديسمبر كشفت عن فيروس مطابق للسلالة (الجديدة) في بريطانيا". بالتزامن، أعلنت بلجيكا التي سجّلت 623 ألفًا و760 إصابة بكوفيد 19 و18 ألفًا و545 وفاة،تعليق الرحلات الجوية وحركة القطارات القادمة من بريطانيا، اعتبارًا من منتصف ليل الأحد (23:00 بتوقيت جرينتش). وقال رئيس الوزراء ألكسندر دو كرو، للتلفزيون البلجيكي "في آر تي" إن "التعليق سيتستمر لمدة 24 ساعة على الأقل". كما علّقت النمساوإيطاليا الرحلات الجوية من وإلى بريطانيا أيضًا. يأتي ذلك في وقت قررت فيه السلطات الإيطالية فرض العزل العام بكافة أنحاء البلاد خلال معظم عطلة عيد الميلاد والعام الجديد، سعيًا لردع الجائحة. ووفقا للقواعد الجديدة، ستُغلق الأنشطة التجارية غير الضرورية خلال الفترة بين 24 و27 ديسمبر ، وبين 31 ديسمبر و3 يناير، وكذلك في 5 و6 يناير. وستسمح السلطات للإيطاليين بالسفر لأغراض العمل والعلاج والحالات الطارئة فقط. 3 دول تدرس بالتوازي، تدرس كلٍ من ألمانيا وفرنسا وإسرائيل قرارًا مماثلًا، لمواجهة السلالة الجديدة التي "خرجت عن السيطرة" في بريطانيا، كما صرّح وزير الصحة البريطاني مات هانوك لبي بي سي. نقلت فرانس برس عن مصدر حكومي في برلين، إن الحكومة الألمانية تدرس اتخاذ خطوة مماثلة، على غرار هولندا، "كخيار جاد"، بالنسبة إلى الرحلات الجوية من بريطانيا وجنوب أفريقيا. وسجّلت ألمانيا، البلد الأكبر من حيث عدد السكان في الاتحاد الأوروبي (83.1 مليون نسمة)، 1.51 مليون إصابة وأكثر من 26 ألف وفاة جراء كوفيد 19. كما تدرس باريس "جديًا" تعليق الرحلات الجوية والقطارات من بريطانيا، وذلك في إطار مكافحة انتشار السلالة الجديدة من كورونا، حسبما أفادت قناة "بي إف إم تي في" الفرنسية. وكذلك يدرس المجلس الوزراي المصغر الخاص بشؤون كورونا في إسرائيل، إمكانية منع دخول الزائرين من بريطانيا والدانمارك بسبب سلالة كورونا الجديدة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن السلطات الصحية تدرس السلالة الجديدة وإمكانية معالجتها من خلال اللقاحات المتوفرة حاليا. يأتي ذلك فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها على اتصال وثيق بالمسؤولين البريطانيين بشأن ظهور هذه السلالة، مُشيرة إلى تفشيها في كلٍ من الدنمارك وهولندا وأستراليا، إلى جانب بريطانيا. وحذّرت ماريا فان كيرخوف، خبيرة أمريكية متخصصة في الأمراض الطارئة المعدية بالمنظمة، من تزايد قدرة السلالة الجديدة على التفشي، مؤكدة أن الدراسات جارية للكشف عن مدى هذه القدرة. كما أبدت في حديث إلى هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، قلق الصحة العالمية إزاء ظهور سلاسل جديدة من كورونا، مؤكدة استمرار خبراء مستمرون في دراسة السلالة الجديدة بهدف زيادة معرفتهم بشأن قدرة الوباء على التحوّر.
