وضع وحيد حامد جزءا من روحه داخل كل مصري مُحب للسينما، حيث لا يُمكن أن تفوتك مشاهدة أفلام كاتب السيناريو الشهير "وحيد حامد"، ولابد أنك شاهدت ثلاثة أفلام من تأليفه على الأقل، وهو الذي ألّف ما يفوق الثمانين عملًا، حيث كتب وحيد قصصا واقعية ممزوجة بشاعرية تحكي عن معاناة المواطن المصري، وجسّد شخصيات من قلب الشارع لأناس عاديين يُشبهونا جميعًا. كتب عن عامل تحويلة القطار ومصور الفوتوغرافيا، عن كشّاف عداد الكهرباء وسائق التاكسي، عن الوزير والمدرس، وعن الراقصة والسياسي، فلم يترك شريحة ضمن المجتمع المصري دون الغوص فيها، وفي خباياها، ودون أن ينسج تلك الشخصيات عبر قصة جميلة وحوار لا يُنسى، حوار تحفظه مسامع الناس المُحاربين ضد الروتين وملل الحياة. ومن أجل انجازاته الفنية تم تكريم وحيد في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، في دورته ال42، وحصل على جائزة الهرم الذهبي، وعلى عصا اتكأ عليها وحيد ظهر على مسرح دار الأوبرا المصرية، أمام نجوم الفن الذين وقفوا إجلالًا له مُصفقين لدقائق عديدة، ليقول كلمته في النهاية "أنا حبيت أيامي". لماذا يُجمع الكثيرون على حُب وحيد حامد؟ سؤال طرحناه على عدد من النقاد والكُتاب المتخصصين في الثقافة، والمخرجين الشباب ومُحبي السينما، ليقولوا ما هي أقرب أفلامه إلى قلوبهم، والجمل الحوارية التي لازالت تتردد داخلهم. طارق الشناوي- ناقد فني ومحرر كتاب "وحيد حامد الفلاح الفصيح" الصادر من مهرجان القاهرة: "أول عمل شفته لوحيد حامد كان "أحلام الفتى الطاير"، علّم أوي معايا، كان مسلسل حلو فنيًا وكان بداية تدشين عادل امام كنجم جماهيري، واللطيف فيه فكرة البطل القوي أبو دم خفيف، وكان الدور اللي عامله عادل إمام قريب من مشاعرنا، وحوار عبقري كتبه وحيد". حسام الخولي- كاتب متخصص في الكتابة الثقافية: "أقرب فيلم لقلبي كان "المنسي"، ده أكتر فيلم حبيته يمكن لأن فكرته فلسفية أكتر، ووحيد عرف يعملها بشكل تجاري وكان من أنجح الأفلام في السينما وضد السلطة، كمان عشان بيحكي عن شخص مهمش من الجميع حتى من أهله، البطل اسمه المنسي، وهو منسي مجازًا وحرفيًا، كنت متوحد مع البطل لأنه شخص عادي لكنه واعي بنفسه، وعارف إنه مش تابع لأي جماعة". "أكتر جملة قريبة ليا كانت من نفس الفيلم، لما بيسأل يسرا مشيتي ليه، قالتله "لما بزهق بمشي"، فرد عليها "أنا زيك بزهق لكن مقدرش أمشي، لو مشيت القطورات تخش في بعض". خالد منصور- مخرج سينمائي: "كل فيلم هو مفضل ليا، فيه حاجات أثرت فيا من كل فيلم، المنسي وطيور الظلام والإرهاب والكباب". "من الجمل المفضلة ليا، المونولوج اللي قاله المنسي (عادل إمام) عن الزهق، قالها، من غير فزلكة ولا صوت عالي، بشوف المنولوج ده فكرته عميقة مش عن الزهق العادي في حياتنا، هو بالنسبة لي بيتكلم عن سبب وجودنا احنا كبشر، الواحد ميقدرش لما يزهق من اختياراته يمشي ويسيبها". أيمن عبد الحميد- مخرج سينمائي: "بحب فيلم اللعب مع الكبار، لأن بطل الفيلم شخصية ليها أبعاد كتير، صعلوك وفقير وعواطلي، لكن بيمتلك مبادئ كبيرة وصاحب موقف وواعي وعنده احساس بالمسئولية، ورغم إنه مهمش لكن هو زاهد ومش عايز أي مكاسب". "فيه أعمال جميلة كتير بحبها من أفلام وحيد حامد، منهم "البلد دي اللي يشوفها من فوق غير اللي يشوفها من تحت، (فيلم طيور الظلام)"، ومن فيلم اللعب مع الكبار "اسأل رجال القانون كيف نجعل من الحلم سند قانوني يُقبل أمام المحاكم ولا يخالف نص الدستور"، ومن نفس الفيلم "أنا صحيح بحب الحكومة بس بحب بهلول أكتر"، أنا حافظ الجمل دي صم". منار ماهر- مُحبة للسينما: "بحب الإرهاب والكباب والمنسي، الرابط بالنسبة لي في أفلام وحيد حامد إنها متنفعش تتعمل دلوقتي، كل الكلام على لسان أبطاله لو عدى على الرقابة هتعترض عليها". تقى نبيل- مُحبة للسينما: "أنا بحب أفلامه كلها، بالذات الراقصة والسياسي، بفتكر الردود بين شخصيات الفيلم وبعضها، كأنه ماتش كلام بينهم، بين سونيا سليم (نبيلة عبيد) وخالد مدكور (صلاح قابيل)".
