في أسوأ عاصفة من نوعها منذ أكثر من 10 أعوام، لقي قائد طائرة هليكوبتر أمريكي حتفه كما التهمت النيران عشرات المنازل وما يزيد عن 300 ألف هكتار من الأراضي في كاليفورنيا، بفِعل نحو 11 ألف صاعقة تسببت في إشعال أكثر من 367 حريقًا سريع الانتشار، فيما أُجبِر عشرات الآلاف على الفرار من مساكنهم. وفي غضون 72 ساعة، انتشرت الحرائق المُمتدة شمالًا من منطقة خليج سان فرانسيسكو، بسرعة كبيرة، دفعت حاكم الولاية إلى إعلان حالة الطوارئ لتسهيل رصد الأموال اللازمة للتعامل مع الأزمة، وإصدار أوامر لآلاف الأفراد بإجلاء منازلهم، حسبما ذكرت شبكة "سي بي إس" الأمريكية. وقبل يومين، غرّد حاكم الولاية غافين نيوسوم عبر تويتر: "نكافح حاليًا 367 حريقًا"، مُضيفًا أن "البرق ضرب 10.849 مرة في كاليفورنيا خلال الساعات ال72 الماضية و(الولاية تسجّل) معدّلات حرارة قياسية عالميًّا". وفي فاكافيل، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها حوالى 100 ألف نسمة وتقع بين سان فرانسيسكو وساكرامنتو، عاصمة الولاية، اضطر مئات السكان للفرار في منتصف الليل فيما التهمت ألسنة اللهب التي أشعلتها الرياح العاتية عشرات المنازل، وفق "فرانس برس". وكتبت شرطة فاكافيل عبر تويتر: "إذا طلب منك الإخلاء، فالرجاء القيام بذلك بأمان. ويتم تعبئة كل وحدات الاستجابة لدينا تقريبًا لإجلاء السكان وحمايتهم ومكافحة الحرائق". وأعلن المتحدث باسم إدارة الغابات والحماية من الحرائق، ويل باورز، أن أوامر إجلاء إجباري صدرت بحق الآلاف في منطقة شهدت سلسلة من 9 حرائق تؤججها الرياح بفِعل الصواعق منذ يوم الاثنين. كما صدرت أوامر الإخلاء أيضًا في مقاطعات أخرى مثل منطقتي النبيذ الشهيرتين، سونوما ونابا، حيث كانت مئات الحرائق التي تسبب بها البرق تتقدم بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وفق "فرانس برس". وأعلنت سلطات الولاية أنّ ألسنة النيران التهمت أكثر من 20 ألف هكتار من المساحات الحرجية والزراعية والحضرية، حيث أتت الحرائق على أشجار وسيارات ومنازل. وفي وسط كاليفورنيا، قالت الإدارة إن طائرة هليكوبتر تحطمت أثناء مهمة لصبّ الماء على النيران لإخماد الحرائق في مقاطعة فريسنو، على بُعد حوالي 258 كيلومترًا جنوبسان فرانسيسكو، مما أسفر عن مقتل الطيار. وإلى الشمال من تلك المنطقة، استعرت حرائق تؤججها الرياح على مساحة أكثر من 46 ألف فدان قرب فيرفيلد وفاكافيل في التلال والجبال خلال الليل، لتدمر ما لا يقل عن 50 منزلاً وبناية، وألحقت أضرارًا ب50 أخرى. وتواجه شمال سان فرانسيسكووجنوبها أكبر الحرائق، وفق رجال الإطفاء، لا سيّما في منطقتي "إس سي يو لايتننج كومبلكس" و"إل إن يو لايتننج كومبلكس" اللتين تواجهان حرائق متعددة اندلعت منذ يوم الاثنين. وحذّر المتحدث باسم إدارة الإطفاء في كاليفورنيا، جيريمي ران، من أن فرقه بلغت أقصى طاقاتها. وتشهد كاليفورنيا موجة حرّ غير مسبوقة منذ أسبوع. وسجلت منطقة ديث فاليه، الأحد، درجة حرارة قياسية بلغت 54,4 درجات مئوية والتي يمكن أن تصبح، إذا تمت الموافقة عليها، ثالث أعلى درجة حرارة تسجل على الأرض. كما تم تسجيل حرائق عدة في كولورادو، حيث تسبب الطقس الحار والجاف باندلاع النيران. وأصبحت الحرائق أكثر تواترًا وأكبر حجمًا في كاليفورنيا في السنوات الأخيرة، ويعود ذلك جزئيًّا إلى ظاهرة تغير المناخ، بحسب "فرانس برس". ووقع أعنف حريق في تاريخ كاليفورنيا أطلق عليه اسم "كامب فاير" في نوفمبر 2018 في شمال الولاية وأسفر عن مقتل 86 شخصًا.
