قالت شبكة (سي إن إن) الأمريكية إن الرئيس دونالد ترامب في حاجة إلى حدوث معجزة تساعده على مواجهة فيروس كورونا المتحور الجديد (كوفيد- 19)، ومنعه من التأثير على الاقتصاد الأمريكي وإلحاق الضرر بالبورصة والأسواق، مع الإعلان عن وجود 60 إصابة بالفيروس في الولاياتالمتحدة صباح اليوم الجمعة. حسب سي إن إن، فإن تأثير كورونا السلبي على الاقتصاد الأمريكي سيكون ضربة قوية لإدارة ترامب، والذي يستعد للترشح لفترة رئاسة ثانية، وترتكز حملته الانتخابية بصورة رئيسية على انتعاش الأوضاع الاقتصادية باعتبارها أحد أهم إنجازات فترة رئاسته الأولى. تصاعد القلق بشأن كورونا بعد الإعلان عن أول حالة إصابة الأربعاء الماضي في كاليفورنيا، وقالت الجهات المعنية إن المريض لم يسافر خارج البلاد، وليس له أي صلة مع مرضى أعيدوا إلى الولاياتالمتحدة من اليابان أو الصين. وأفادت تقارير إعلامية أن كاليفورينا الأمريكية تراقب 8400 شخصًا بحثًا عن الفيروس، وسجلت أول حالات انتقال العدوى، ما هزّ ثقة المواطنين بالإجراءات والتدابير التي تتخذها الحكومة لمواجهة انتشار كورونا. كانت وكالة بلومبرج الأمريكية قد حذرت، في تقرير نشرته أمس الخميس، من احتمالية تهديد فيروس كورونا لاستقرار الاقتصاد الأمريكى، الأول على مستوى العالم. وكذلك قالت صحيفة واشنطن بوست إن بورصة وول ستريت معرضة لأن تكون أكبر ضحايا "كورونا" مقارنة بمثيلاتها من أسواق الأسهم العالمية. كما لفتت تقارير إعلامية أمريكية إلى أن الأسهم في البورصات العالمية انخفضت إلى أدنى مستوياتها خلال أربعة أشهر. وتوقع بنك أوف أمريكا، أن الاقتصاد العالمي يسير في طريقه إلى أن يشهد أكثر الأعوام ضعفاً منذ الأزمة المالية عام 2008، حيث أضر الفيروس بالطلب في الصين وخارجها. نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرًا صادمًا جاء فيه أن مسؤولي الصحة التقوا بأمريكيين جرى إجلاؤهم من ووهان الصينية، بؤرة انتشار فيروس، دون تدريب مناسب، أو معدات واقية. ولفتت سي إن إن إلى أن زيادة الشكوك والتساؤلات بين المواطنين والمسؤولين عقب إعلان ترامب تعيين نائبه مايك بنس مُنسقًا لجهود الحكومة في مواجهة تفشي كورونا، لاسيما وأنه لا يملك الخبرة اللازمة للتعامل مع هذه المسائل. طمأنة الشعب غير أن ترامب يسعى منذ انتشار الفيروس إلى طمأنة المواطنين، قال إن الولاياتالمتحدة مستعدة للتعامل مع كورونا، مؤكدًا أن إدارته تقوم ب" "بعمل لا يصدق" لمنع انتشار كورونا. وقال للصحفيين في البيت الأبيض أمس الخميس، إن الفيروس سوف يختفي، مع عمل "الباحثين على تطوير لقاح على وجه السرعة". وأضاف: "يومًا ما سوف تحدث المعجزة ويختفي، ربما تسوء الأمور قبل أن تتحسن، نُراقب الوضع، لا أحد يعلم ماذا سيحدث". إلا أن أنتوني فوسي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، استبعد ظهور هذا اللقاح في أي وقت قريب، وقال: "لا أتوقع أن يكون اللقاح جاهزاً قبل سنة أو سنة ونصف، في أقرب تقدير". تأتي تصريحات ترامب مع تفشي الفيروس في المزيد من الدول، وارتفاع عدد الاصابات والوفيات ورصد حالات ابلاغ عن المزيد من الإصابات خارج الصين، مع دعوات المسؤولين في الولاياتالمتحدة إلى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمواجهته حال تفشيه في الولاياتالمتحدة. فيما قال مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبرييسوس، إن تفشي كورونا قد وصل إلى "مرحلة حاسمة" وهناك "احتمالات أن يتحول إلى وباء شامل"، وفق ما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). تصريحات متضاربة يحاول ترامب، حسب سي إن إن، الترويج لفكرة انتشار الفيروس ببطء في الولاياتالمتحدة بسبب سياساته لاسيما تلك المتعلقة بالحدود والمهاجرين. ونسب الفضل في نفسه وإلى قراره بإغلاق الحدود أمام الصينيين ووقف الرحلات الجوية. وكانت الإدارة الأمريكية قد أصدرت قرارًا في يناير الماضي يمنع دخول الصينيين والأجانب الذين كانوا في الصين إلى أراضيها، وعلّقت 5 شركات طيران أمريكية رحلاتها إلى بكين. قالت (سي إن إن) إن تصريحات ترامب التي تبدو غير متسقة مع حقيقة الموقف تزيد الشكوك والتساؤلات حيال قدرة الرئيس الأمريكي وإدارته على احتواء الأزمة، لاسيما مع استمرار التضارب في التصريحات الصادرة عن الرئيس الأمريكي والمسؤولين في الصحة وبعض القطاعات الأخرى. على مدار الأيام الماضية حذر مسؤولون أمريكيون من تفشي كورونا في الولاياتالمتحدة، وأكدوا أنه أمر واقع لا محالة، وقالت نانسي ميسونييه، المسؤولة في المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، الثلاثاء للصحافيين إذ اعتبرت أنه "في نهاية المطاف، نتوقع أن ينتشر (الوباء) في هذا البلد". وتابعت ميسونييه "السؤال لم يعد حقا ما إذا كان سيحدث ذلك، بل متى سيحدث، وكم من الناس في هذا البلد سيكون مرضهم خطرا". فيما قال الرئيس الأمريكي "لا أعتقد أنه أمر محتوم. أعتقد أن هناك فرصة لأن يتفاقم الوضع، أن هناك فرصة لأن يسوء إلى حد كبير، لكن لا شيء محتوم".
