شهدت العاصمة العراقية بغداد، الخميس، واقعة مأساوية بعدما أقدم متظاهرون غاضبون على قتل شاب في السابعة عشر من عمره وتعلق جثته على أحد أعمدة الإنارة. ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسئول عراقي لم تكشف اسمه أن الحادثة جاءت بعدما أطلق الشاب النار على معارضين للحكومة وقتل ستة أشخاص. وانتشرت مقاطع فيديو للواقعة وظهر فيها عدد من الأشخاص يعتدون على الشاب وسحلوه في الشارع قبل أن يقتلوه ويعلقوا جثته على عمود إنارة في الشارع وسط العاصمة. وفي بيان رسمي للمتحدث باسم قائد للقوات المسلحة العراقية اللواء الركن عبد الكريم خلف، أشار بحسب وكالة الأنباء العراقية (واع) إلى أن "المجني عليه شاب لم يتجاوز ال17 عاما وكان ومنذ خمسة أيام يطلب من المتظاهرين المتجمعين أمام منزله الابتعاد، إلا إنهم رفضوا ذلك، فدخل معهم في مشادة كلامية سرعان ما تحولت إلى شجار وتراشق بالكلام". وتابع خلف "بعدها قام بعض الأشخاص برمي قذائف المولوتوف على منزله، وكان (الشاب) يحمل مسدساً وأطلق عدداً من العيارات النارية فوق الرأس، فاقتحموا منزله وقتلوه وسحلوه وعلقوه على أحد الأعمدة." كما ذكر خلف أنه "تم اتخاذ إجراءات للتحقيق بملابسات الحادث وملاحقة الجناة، والقضية معروضة أمام قاضي التحقيق وتم تكليف مركز شرطة باب الشيخ بفتح تحقيق بالحادث". وأوضح أن "الأجهزة الأمنية لديها جميع الأدلة والشواهد الجرمية وأن منفذي الجريمة مكشوفي الوجوه، ومن السهل ملاحقهتم ولن ينجوا أحد من الجناة". وقتل يوم الجمعة الماضية 25 متظاهرا بعدما اقتحم مسلحون ساحة الخلاني في العاصمة العراقية بغداد وأطلقوا النار على المتظاهرين المعارضين. كما كان هناك اعتداءات بالأسلحة البيضاء ضد عشرات المعارضين الحكوميين في ميدان التحرير، وهو قلب المسيرات الاحتجاجية التي بدأت في الأول من أكتوبر الماضي. وتبرأ المتظاهرون في ساحات الاحتجاجات العراقية من منفذي الجريمة، وجاء في بيان أن المنفذين ليسوا جزءًا من المظاهرات السلمية التي خرجت لمطالب عادلة. وأضاف البيان "لا يمكن السماح بتشويه صورتنا الثورية السلمية، ونبرأ كمتظاهرين سلميين مما حدث في ميدان الوثبة". فيما وصف الزعيم الشيعي مقتدى الصدر منفذي الحادث بالإرهابيين، وهدد بسحب أنصاره من ميدان الوثبة حال عدم تحديد الجناة خلال 48 ساعة. وكان عناصر من كتاب "سرايا السلام" التابعة للصدر، قد انتشرت في ميادين عراقية بهدف مساندة المتظاهرين وحمايتهم من الهجمات التي نفذها مسلحون مجهولون خلال الأيام الماضية. أما لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي فنندت بالجريمة وقالت إن المظاهرات خرجت سلمية "من أجل الإصلاح وحقن الدماء ووضع المجرمين بيد القضاء، خرجنا من أجل أن نعيش بسلم وسلام، خرجنا ونحن رافعين شعار السلمية، راهنا عليها كثيراً وسنراهن وستكون هي شعارنا الدائم، ما حدث في ساحة الوثبة جريمة يدينها المتظاهرين وتدينها الإنسانية والأديان ويعاقب عليها القانون". وتابع البيان "وفق شهود عيان من المدنيين والقوات الأمنية قام أحد الأشخاص من سكنة منطقة ساحة الوثبة وهو تحت تأثير المخدرات بإطلاق النار على المتظاهرين السلميين وقتل عددا منهم، دون أي تدخل من القوات الأمنية، ما دفع البعض (مجهولين الأهداف والانتماءات) إلى مهاجمة منزله وحدث ما حدث، أمام رفض تام من قبل المتظاهرين السلميين لجميع هذه الأفعال".