الوادي الجديد - محمد الباريسي: سنوات عدة قضتها "زينب" في صناعة الثوب الواحاتي، وهو أمر لا يقتصر على مجرد إتقان حرفة، بل يتجاوزه إلى حد الحفاظ على التراث المميز لأهالي الوادي الجديد. "أنا من القلقان الشعبية بالخارجة، حصلت على دبلوم فني في 1995، احترف مهنتي تلك منذ سنوات"؛ تقول زينب شعبان يوسف، التي التحقت قبل 10 سنوات بدورة تدريبية تحت إشراف مديرية التضامن الاجتماعي، لتعلم صناعة "الثوب الواحاتي". استغرقت "زينب" شهرين لاحتراف مهنتها، وأثقلت موهبتها بدورات عدة، مكنتها من إتقان صناعتها والحديث عن مراحلها المختلفة "الثوب الواحاتي يتكون من قطعتين؛ عباءة سوداء وبرقع يغطي الوجه". تمر صناعة الثوب الواحاتي، كما توضح "زينب"، بمرحلتين الأولى منها تختص بتفصيل عباءة قماشية طويلة سوداء اللون، لتأتي بعدها مرحلة التطريز على الثوب باستخدام خيوط الحرير والكانافا والقطن، تُنقش بها رسومات هندسية تعبر عن التراث الواحاتي "قديمًا كان الثوب يصنع من القطن فقط أما حاليًا فنستخدم عدة أنواع من الأقمشة منها الكريب والشبح والداكرون". ويعد ارتداء "الثوب الواحاتي" ثمة مميزة للفتيات المقبلات على الزواج في الوادي الجديد، كما تقول زينب "تُحرص الفتيات لدينا على ارتدائه في ليلة الحنة ليلتقطن الصور التذكارية". تستغرق صناعة الثوب الواحد من 7 إلى 30 يومًا، بينما لا تتجاوز مدة صناعة الثوب الخاص بالأطفال 10 أيام "الأطفال يحرصون على ارتدائه في المناسبات، ومنها مهرجان التمور الذي يقام كل عام، ونميز ثوب الأطفال برسم عملات ذهبية اللون بطول النقوش في التوب". تقول زينب إنها استفادت كثيرًا من مهنة تطريز الثوب الواحاتي؛ أولها اكتساب فن يعبر عن تراث محافظتها، وثانيها تحقيق عائد مادي من بيع الثوب في المعارض الخارجية "يتراوح سعر الثوب الواحد في المعارض ما بين 500 - 1000 جنيه، بينما تكلفني صناعته 200 - 250 جنيهًا"، لكنها تشتكي أيضًا صعوبة التسويق لمنتجاتها بعد توقف معظم المعارض "أعمل بعقد مؤقت في مركز الأسر المنتجة التابع لمديرية التضامن الاجتماعي بالخارجة، براتب لا يتجاوز 270 جنيهًا شهريًا ولولا المعارض الخارجية لما حققت عائدًا يُذكر.. لكن أين هي الآن تلك المعارض؟". الأزمة أشارت لها عايدة تهامي مديرة مركز الأسر المنتجة بمركز الخارجة، التي قالت: "لم تشارك الوادي الجديد خلال العام الماضي إلا في معرض (تراثنا) في الفترة من 2-6 أكتوبر الماضي، وكنا في السابق نُدشن قرابة 3 معارض على مدار العام لتسويق المنتجات الحرفية اليدوية والتراثية". وطالبت تهامي وزارة التضامن الاجتماعي بأن تضاعف عدد المعارض لتسويق منتجات المحافظة، التي ينقصها التسويق لتلقى الرواج الذي تستحق، خاصة "الثوب الواحاتي الذي يمثل سكان هذه المنطقة ويعبر عن تراثهم العريق".
