دعا صنَّاع السيارات في بريطانيا، اليوم الثلاثاء، رئيس الوزراء القادم إلى التوصل لاتفاق لتنفيذ خطة الخروج من الاتحاد الأوروبي المعروفة ب"البركسيت"، محذرين إياه من أن الخروج دون اتفاق قد يؤدي إلى خسائر فادحة تصل لمليارات الجنيهات الاسترلينية بسبب الرسوم الجمركية وتأخّر الصادرات نتيجة لتعقيدات عبور الحدود المختلفة للدول. وتنتظر المملكة المتحدة تقلد بوريس جونسون أو جيريمي هانت زعامة حزب المحافظين خلفًا لتيريزا ماي ورئاسة مجلس الوزراء، وكلاهما أبدى الاستعداد لإخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، مع إعترافهم بأن هذا الخيار ليس الأفضل. وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، قال الرئيس التنفيذي لجمعية مصنعي وتجار السيارات مايك هاوز، إن تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدأ بالفعل، مضيفًا: "نلمس الآن عواقب عدم اليقين والخوف من عدم التوصل إلى اتفاق". وأكد هاوز، أن المهمة الأولى لرئيس الوزراء الجديد يجب أن تكون تأمين صفقة تضمن تجارة خالية من المشكلات، مشددًا على أن الخروج دون اتفاق ليس خيارًا مقبولاً بالنسبة إلى صناعة السيارات. وتخشى صناعة السيارات البريطانية الخروج دون اتفاق الأمر الذي يهدد بضرب أكبر سوق تصديري لها، عن طريق فرض رسوم جمركية تصل إلى 10%، وتعقيدات في نقل السيارات المصدّرة عبر الحدود والتي تكلف وفقًا لتقديرات جمعية مصنعي وتجار السيارات نحو 50 ألف جنيه استرليني في الدقيقة. وحقق قطاع السيارات في بريطانيا، الذي أعادت بناءه شركات أجنبية منذ ثمانينات القرن العشرين، قصة نجاح ملموسة، إلا أن الاستثمارات والمبيعات تراجعت بقوة منذ عام 2017، كما انخفضت معدلات الإنتاج مع تراجع الطلب على سيارات الديزل والشكوك المحيطة ب "بريكست". وأعلنت شركة جاجوار لاند روفر، أكبر مصُنع للسيارات في بريطانيا، عن إلغاء 4500 وظيفة هذا العام حتى الآن، كما أعلنت هوندا اليابانية إنها ستُغلق مصنعها في بريطانيا، فيما ستغلق شركة فورد الأمريكية أحد مصنعيها للمحركات.
