دبلوماسية الشطرنج.. "كيم" يتحرك نحو بوتين بعد تجميد الحوار مع ترامب

وصل زعيم كوريا الشمالية كيم يونج أون إلى موسكو، اليوم الأربعاء، وظهر مرتديًا قبعة صغيرة سوداء ومعطف طويل بنفس اللون، وعلى وجهه ابتسامة لا تفارقه منذ ظهوره أمام وسائل الإعلام ونزوله من القطار المصفح.
وصل كيم إلى موسكو قبل يوم من موعد لقاءه المحدد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو لقاء ضمن جهود من بيونج يانج لمواجهة الضغط الأمريكي الذي تمارسة إدارة ترامب لجعل الزعيم الكوري يتخلى عن ترسانته النووية.
جلس كيم، بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، مع مسئولين روس بارزين واستمعوا جميعًا إلى عزف فرقة عسكرية روسية.
وتحدث زعيم كوريا الشمالية مع وسائل إعلام روسية محلية، وقال بحسب ما ذكرته نيويورك تايمز: "آمل أن تكون الزيارة مثمرة وناجحة. ستكون المناقشات حول عملية التسوية في شبه الجزيرة الكورية وتطوير العلاقات بين بيونج يانج وموسكو".
يعد كيم يونج أون الزعيم الكوري الشمالي الأول الذي يزور روسيا منذ عام 2011، في إشارة إلى محاولة كيم لتعزيز العلاقات مع الحلفاء السوفيتيين السابقين، في وقت تشهد محاولاته الدبلوماسية مع الرئيس ترامب مرحلة جمود.
التقى كيم بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في العاصمة الفيتنامية هانوي في فبراير الماضي، وانتهى اللقاء بعدم الوصول إلى اتفاق حول قبول "الصفقة الكبيرة" من ترامب بالإسراع في نزع السلاح النووي مقابل رفع العقوبات عن بيونج يانج.
بدأت كوريا الشمالية منذ ذلك التوقيت لهجة عدائية مع واشنطن، حيث أجرت تجارب صاروخية واتهمت مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، ووزير الخارجية مايك بومبيو، بمحاولة تدمير المفاوضات بين كيم وترامب.
قال كيم أيضًا إنه على استعداد للقاء الرئيس الأمريكي ترامب مرة أخرى، لكن فقط إذا قدمت الولايات المتحدة مقترحًا جديدًا يمكن لكوريا الشمالية قبوله بنهاية العام.
من جانبها اتهم تقرير أخير من لجنة العقوبات بالأمم المتحدة، روسيا بمساعدة كوريا الشمالية على التحايل على العقوبات المفروضة عليها عبر عمليات نقل غير مشروع لشحنات النفط والفحم.
وذكرت نيويورك تايمز أن احتمالية تخفيف روسيا من حجم الألم الذي تسببه العقوبات لكوريا الشمالية، يبقى ضئيلًا. وأضافت أن لقاء بوتين في روسيا يعد رسالة إلى واشنطن منة كوريا الشمالية بأن كيم يتوقع تحركًا دبلوماسيًا جديدًا من الولايات المتحدة في اللعبة التي باتت أشبه بقطعة الشطرنج.
من الجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي طالما اعتبر أن محادثاته مع زعيم كوريا الشمالية هي مثال واضح على فشل الطرق الدبلوماسية التي انتهجتها الإدارات الأمريكية السابقة في نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.