بعد سنوات من محاولات سيرجيو ماركيوني، رئيس مجموعة "فيات كرايسلر" الراحل، الاندماج مع "جنرال موتورز" وفشله في مسعاه، فاجأت شركة "رينو" الأسواق برغبة الاندماج مع "فيات كرايسلر". ويبدو أن "فيات" هي التي ترفض العرض هذه المرة. وبحسب جريدة الشرق الأوسط اللندنية، يعني توجه "رينو" إلى فكرة الاندماج بعيداً عن الشريك القوي "نيسان" الذي ما زالت تملك نسبة كبيرة تبلغ 43 في المائة من أسهمه أنها تسعى لخفض التكاليف، خصوصاً بعد رحيل كارلوس غصن الذي كان يحاول بقوة دمج الشركتين إلى لحظة توقيفه بتهم مالية في قضية يعتقد البعض أنها ملفقة من "نيسان" من أجل وقف تسارع الاندماج مع "رينو" كما كان يرغب غصن. ويرى المراقبون في السوق ومنهم باحثو "فاينانشيال تايمز" أن التوجه نحو الاندماجات في الصناعة هو من علامات يأس الشركات في مواجهة تحديات المستقبل وتكاليفه الباهظة في التحول نحو الدفع الكهربائي والقيادة الذاتية. وعلى رغم أن تاريخ الاندماجات السابقة مرصع بالفشل ومنها اندماج "دايملر" مع "كرايسلر"، فإن السوق حالياً عامرة بأخبار محاولات الاندماج والمشروعات المشتركة في محاولات مستميتة لخفض التكاليف. وقبل ر"ينو" شاعت أخبار محاولة شركة "بيجو" الاندماج مع "فيات"، كما أن "فولكس فاغن" تتعاون مع "فورد" في مجالات تقنية وتبحث شركتا "ديملر" و"بي إم دبليو" إنتاج سيارات ذاتية القيادة وتقنيات المشاركة في إنتاج السيارات وتقنياتها. وتحاول معظم شركات السيارات تحقيق فوائد من رفع اقتصاديات الحجم بإنتاج نسبة أكبر من السيارات الكهربائية لخفض تكاليف إنتاجها.
