في 2014 وقبل ترشحه لرئاسة الجمهورية، كرّم الرئيس عبدالفتاح السيسي المهندس أيسم صلاح الفائز بالمركز الأول في مجال الصحة والتأمين الصحي بمبادرة "فكرتي" للمشروعات الريادية، قبل أن يعود مجددًا اليوم للإشادة به خلال جلسة "مستقبل البحث العلمي" ضمن فعاليات ملتقى الشباب العربي الأفريقي. وقال الرئيس للحضور بالجلسة: "عاوزين نصقف لأيسم صلاح، وده واحد من اللي ممكن يؤثر في صناعة البحث العلمي ويقصروا علينا المسافة والوقت". يشغل المهندس أيسم صلاح حاليًا منصب مستشار وزيرة الصحة لشؤون تكنولوجيا المعلومات، ونفّذ ميكنة مبادرة الرئيس "100 مليون صحة" للقضاء على فيروس سي، والكشف عن أمراض الضغط والسكر والسمنة. مصراوي حاور "أيسم صلاح"، بعد إشادة الرئيس له، متعبرًا إياها تكريمًا لكل الشباب المصري المجتهد في عمله وأن تمكين الشباب أصبح حقيقة، وإلى نص الحوار.. كيف ترى إشادة الرئيس لك في ملتقى الشباب العربي والأفريقي؟ إشادة الرئيس تعتبر تكريمًا لكل شاب يبذل مجهودًا ويحاول أن يرتقي بالبلد وليس لي لوحدي، أنا مجرد نموذج لآلاف من الشباب المصريين في مختلف الأنحاء يبذلون مجهودات قد تكون أكبر من مجهوداتي، "وده اللي هتقوم بيه البلد الفترة الجاية". ما التحديات التي واجهتك عند تنفيذ ميكنة مبادرة "100 مليون صحة"؟ كان التحدي الأول أنه لا يوجد أي نموذج سابق لمسح طبي ل 50 مليون مواطن في العالم، وبالتالي لم تكن هناك تجربة نتعلم منها أو نستفيد من نجاحاتها، وما قمنا به كانت مبادرة منا لأنه لم يكن لها أي مثيل. وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد أعطتني الفرصة لأقوم بالتصميم والتنفيذ للمنظومة، وكان التوجيه أن تكون أسهل ما يمكن وهذا ما تحقق لأن أغلب العاملين كمدخلي بيانات لا يعملون على أجهزة كمبيوتر قبل ذلك، وبالتالي الوعي التكنولوجي عندهم ضعيف وهذا كان تحدي آخر. كانت الإرادة أن أنفذ منظومة يستطيع أي شخص استخدامها، حتى لو لم يستخدم الكمبيوتر قبل ذلك، ويكفي أن يكون تعاملًا مع جهاز موبايل حديث للعمل على المنظومة بسهولة. وفي نفس الوقت نعظم البيانات المجمعة من هذه المنظومة ونقدر نعرضها، وبالتالي صممت أيضًا لوحة لعرض البيانات تُحدث كل 5 دقائق، و"بتجيب كل مواطن تم تسجيله في أبعد نجع في مصر وكل دا يظهر لحظيًا". كيف استفدتم من هذه المنظومة الإليكترونية؟ تساعدنا على معرفة نسب الأمراض ومعدلات فحص المواطنين، ووصلنا في بعض الأحيان لفحص 750 ألف مواطن في اليوم. والمنظومة يعمل عليها 20 ألف شخص كمدخل بيانات، يسجلوا بيانات المواطنين لحظيًا، ولم نسجل أي شكاوى من تعطل المنظومة أو توقفها في أي وحدة من الوحدات وتعمل بشكل سريع وسهل. وهذا توفيق من الله أننا تمكنا من الحفاظ على هذه المنظومة بهذا الشكل وبهذه النتائج التي تساعدنا عن تحليل البيانات، والتنقيب عن باقي البيانات لكي نعرف مؤشرات الإصابة في الأمراض في كل قرية بمصر. ما نتائج هذه البيانات؟ أصبح لدينا حصر شامل بكل مواطن في مصر والأمراض عند المواطنين بما يشمل فيروس سي وضغط وسكر وسمنة، برقم بطاقته وبرقم هاتفه وعنوانه وكل تفاصيله الطبية، وبالتالي لدينا خريطة واضحة للإصابة بهذه الأمراض في مصر نستطيع من خلالها وضع استراتيجية وزارة الصحة لمكافحة هذه الأمراض في الفترة المقبلة. هل تقتصر البنية المعلوماتية على مبادرة فيروس سي فقط؟ "مكناش بس بنعمل علشان مبادرة فيروس سي"، بل البنية التحتية نفسها للوحدات بجميع المحافظات وعلى مدار العمل، حيث تم تركيب وتوصيل شبكات الإنترنت لكل الوحدات، وبالتالي تم توفير بنية تحتية تساعدنا في تطوير ميكنة القطاع الصحي بشكل عام الفترة المقبلة استغلالا للزخم حول مبادرة 100 مليون صحة. كم وفرت هذه المنظومة الإليكترونية للدولة؟ "كان هيدفع فيها ملايين الدولارات علشان نعمل منظومة زي دي". الدليل على ذلك أن نائب رئيس البنك الدولي عندما زار الغرفة المركزية للمبادرة وتابع المنظومة قال: من خلال زياراتي لكل دول العالم هذه أذكى منظومة مسح طبي شفتها في العالم. تصريح مثل هذا يعتبر شهادة بالنسبة لنا إن تكون لدينا الريادة على مستوى العالم. و"رايحين أفريقيا لنقل المنظومة للدول الأفريقية". سبق وأن كرّمك الرئيس السيسي بمبادرة فكرتي.. ما تفاصيها؟ في عام 2014 تم تكريمي من الرئيس السيسي قبل ترشحه للرئاسة بمبادرة فكرتي للمشاريع الريادية عن منظومة للتأمين الصحي الشامل، والحمد لله داخلين على تنفيذ التأمين الصحي الشامل خلال الفترة المقبلة. نفذنا مبادرة "100 مليون صحة" لكي نثبت على الأرض أن الكفاءات المصرية يمكن أن تقدم خدمات مجانية للدولة، بل وذات جودة ترقى أن تكون من أفضل الجودة على مستوى العالم. ما آخر استعدادات منظومة التأمين الصحي الشامل؟ لدينا تجربة قريبة في بورسعيد مطلع أبريل لتسجيل الملف العائلي للمواطنين المؤمن عليهم في المحافظة تمهيدًا لإطلاق التأمين الصحي في يوليو المقبل.
