قال الدكتور علي جمعة -مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف- إنه ورد في الحديث النبوي الشريف: قال صلى الله عليه وسلم: {والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار}.. صحيح سنن الترمذي. وكذلك قال صلى الله عليه وسلم: {صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب}.. صحيح الجامع. وأوضح جمعة مجيباً عن سؤال ورد إليه من أحد مريديه بأحد مجالس العلم والذي نشره عبر الصفحة الرسمية لفضيلته يقول: "هل تقلل الصدقة من ذنوب المتوفى؟ وهل نجازى عليها؟"، وحكى جمعة موقفًا تعرض له مع بعض قرنائه قائلاً: كنا نسأل مشايخنا عن أولئك الذين نسوا أنفسهم في كثير من التصرفات كيف يكرمهم الله فكانوا يقولون بكثرة الصدقة ويعنى هذا أن حتى الشخص المذنب يكرم من الله بالستر بالصدقات. وقال المفتي السابق إن الصدقة عبادة متعددة النفع ومنها قوله تعالى: {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.. [الحج : 77]، فالصدقة لها شأن كبير من الوقاية من النار وغفران الذنوب وستر العيوب وتيسير الأمور، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم عدد من أولئك السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله نظراً لشدة المشهد العظيم الذى نحتاج فيه جميعا إلى ظل عرش الرحمن: "وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ". وأضاف عضو هيئة كبار العلماء أن كثرة الصدقة تخفف عن الإنسان ذنوبه، وكذلك من سبقنا إذا ترك صدقة فهذا فيه نص الحديث النبوي الشريف: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: "صدقة جارية"، وكذلك يجوز وهب ثواب الصدقات التي ندفعها لروح من سبقنا وفيها "ولدا صالح يدعو له"، ونقول وقتها "اللهم هب مثل ثواب ما قدمت إلى روح ....." فهذا لا باس به.
