تخطط المملكة العربية السعودية لتطبيق مبادرة "طريق مكة"، بشكل دوري، على البلدان الإسلامية في مواسم الحج المُقبلة، بعد تطبيقها هذا العام على حُجّاج ماليزيا وإندونيسا لتسهيل رحلة الحُجّاج إلى الأراضي المُقدسة. وبحسب تقارير سعودية، اطلع مسؤولو مطار الملك عبدالعزيز الدولي في مدينة جدة على معلومات عن هذه المبادرة، واستعدادهم لاستقبال حجاج بيت الله الحرام العام الجاري. ونقلت صحيفة "المواطن" السعودية عن مدير إدارة العمليات في المطار، هشام سعيدي، قوله إن مبادرة "طريق مكة"، التي أطلقتها السعودية للحُجّاج الماليزيين والإندونيسيين، تتيح لهم إكمال جميع إجراءات جوازات السفر في مطارات بلادهم. وأضاف أن هذه الطريقة توفر للحجاج عدم إخضاعهم لإجراءات جوازات السفر لدى وصولهم إلى مطاري جدّة والمدينة المنورة، وإمكانية دخول أراضي المملكة في غضون دقيقتين أو ثلاث دقائق. وأكد سعيدي أنه في حال إبلاغ البلدان الإسلامية الأخرى استعدادها لإجراء الفحوصات ومعاملات جوازات السفر والتأشيرات في مطارات بلادهم للحجاج، فإنه يمكن إدراج هذه البلدان على تطبيق "طريق مكة"، مُشيرًا إلى إمكانية تطبيق هذه المبادرة على جميع البلدان الإسلامية مُستقبلًا. ما هي "طريق مكة"؟ تُعد خدمة "طريق مكة" إحدى المبادرات التي يجري تنفيذها ضمن برامج التحول الوطني 2020، تحقيقًا لرؤية المملكة 2030، للارتقاء بخدمات الحجاج وتسهيل وتيسير أدائهم لفريضة الحج، وذلك عبر فريق عمل سعودي متكامل برئاسة وزارة الداخلية . تهدف السعودية من خلالها إلى تسهيل إجراءات الحجاج الوافدين من خارج البلاد. وتشمل إصدار التأشيرات و إنهاء إجراءات الجوازات والجمارك، والتحقق من توفر الاشتراطات الصحية، وترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن بالمملكة، الأمر الذي سيمكن الحجاج المستفيدين من تجاوز تلك الإجراءات عند وصولهم إلى المملكة. تتيح للحُجّاج فرصة الانتقال مباشرة إلى الحافلات التي تكون بانتظارهم، لتقلّهم إلى أماكن إقامتهم بمكةالمكرمة والمدينة المنورة، فيما تتولى الجهات الخدمية استلام أمتعة الحجاج المستفيدين من المبادرة، واستلامهم لها في مكان إقامتهم بكل يُسر وسهولة. وبموجب تلك المبادرة، سيتمكن الحُجّاج من دخول البلاد من خلال أقسام مخصصة لهم دون الخضوع لأية رقابة في مطارات المملكة. بدأ تطبيقها تجريبيًا خلال موسم حج العام الماضي على نسبة محدودة من حُجّاج ماليزيا، ليتم تعميمها في العام الجاري على جميع حُجّاج ماليزيا. وتُطبّق الولاياتالمتحدةالأمريكية هذا النظام، في العديد من البلدان التي تنظم رحلات طيران إليها، فيما يُعرف ب"التخليص أو التصريح المسبق". البداية من ماليزيا انطلقت، الأحد الماضي، أولى رحلات الحُجّاج الإندونيسيين المستفيدين من المبادرة الخاصة لإنهاء إجراءات دخول الحجاج إلى المملكة من بلدانهم، بعد تدشين المبادرة في مطار سوكارنو هاتا الدولي في جاكرتا، بحضور مدير عام الجوازات اللواء سليمان اليحيى ومسؤولي الجوازات والطيران المدني الإندونيسيين ومسؤولي الخطوط العربية السعودية في إندونيسيا. وأوضح سفير المملكة لدى إندونيسا، أسامة بن محمد الشعيبي، أن تدشين المبادرة في جاكرتا "ليست لتسهيل إجراءات السفر لضيوف الرحمن فقط، وإنما لتسهيل وتيسير إجراءات الوصول أيضًا للسعودية لتجنيب الحجاج عناء الانتظار والوقوف طويلًا في مسارات تختيم الدخول لدى الجوازات". وأكّد الشعيبي، أن هذه الخطوة تأتي ضمن اهتمامات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لتذليل الصعاب أمام قاصدي بيت الله، وخاصة الدول التي تشهد كثافة حجاج. ووجّه كلمة للحجاج الإندونيسيين المغادرين للأراضي المقدّسة من أجل أداء مناسك الحج، أن يلتزموا بتعليمات وتوجيهات السلطات السعودية، فيما يخص عدم الخروج عن المهمة الأساسية التي ذهبوا من أجلها وهي تأدية شعيرة الحج، وعدم اللجوء إلى رفع الشعارات بجميع أنواعها، وعدم مخالفة التوجيهات المنصوص عليها، وأن يستفيدوا من التجهيزات والخدمات التي هيّأتها القيادة من أجل راحتهم. دول جديدة قال مدير شؤون الحجاج والمعتمرين في مطار الملك عبدالعزيز، محمد نور الأفغاني، إنهم يخططون في الأعوام المقبلة لإدراج باكستان وتركيا في مبادرة "طريق مكة". ومن المُخطّط أن يستفيد 40 ألف حاج من مطار كولالمبور الماليزي، و68 ألف حاج من مطار سويكارنوهاتا الإندونيسي، من المبادرة السعودية هذا الموسم. وعن الخدمات المتوافرة للحجاج في مطار الملك عبدالعزيز الدولي، قال سعيدي إن لدى المطار 10 آلاف عامل، وإنهم جددوا أنظمة كاميرات المراقبة والرادار. ويُنتظر أن تستقبل المملكة 3.5 مليون حاج هذا الموسم. وتبدأ مناسك الحج هذا العام في 19 أغسطس المُقبل، وتنتهي في 24 من الشهر نفسه.
