نجح فريق طبي بمستشفى العامرية العام بالإسكندرية التابع لوزارة الصحة، في إجراء جراحة دقيقة لاستئصال تكيسات هوائية من رئتي شاب باستخدام تقنية حديثة تجرى للمرة الأولى داخل مستشفيات الوزارة في مصر. وقال عضو الفريق الطبي الدكتور حاتم بشير أخصائي جراحة القلب والصدر، إن المستشفى استقبل مريضا شابا يعاني من ضيق في التنفس وآلام حادة في الصدر وجرى تشخيص الحالة بوجود استرواح هوائي تلقائي شديد - عبارة عن تراكم الهواء بين أنسجة الرئة وجدار الصدر- بسبب وجود تكيسات في نسيج الرئتين. وأضاف في تصريح صحفي، اليوم الثلاثاء، أنه جرى اتخاذ قرار التدخل الجراحي بفريق طبي متخصص من بينهم الدكتور عبدالرحمن شريف من قسم جراحة القلب والصدر وبمعاونة طاقم التخدير المكون من الدكتور محمد إسماعيل والدكتور محمد جمال الذين استخدموا من جانبهم تقنية التخدير المعتمد على رئة واحدة في مثل هذه الحالات باستخدام أنبوب القصبة الهوائية المزدوجة، وبمساعد الدكتور محمود الصوفاني من قسم الطوارئ وطاقم مدرب من التمريض. وتابع أن الفريق نجح في استئصال الأكياس الهوائية من رئتي المريض عن طريق آخر التقنيات المستخدمة في العالم حاليا، وتعتمد هذه الطريقة على استئصال جزء من الرئة باستخدام منظار الصدر الجراحي ودباسة المناظير الجراحية من خلال فتحة واحدة فقط بطول 2.5 سم وبدون استخدام أي مباعدات للضلوع. وأوضح أن الجراحة التي تجرى للمرة الأولى على مستوى مستشفيات وزارة الصحة في مستشفى العامرية تكللت بالنجاح، لافتا إلى أن حالة المريض مستقرة ولا زال يخضع للرعاية اللازمة. يشار إلى أن "الاسترواح الصدري" هو تراكم الهواء بين أنسجة الرئة وجدار الصدر، إذ يقوم الهواء المتراكم بالفصل بين طبقتي الغلاف المحيط بالرئة وهي الغشاء البلوري الداخلي الملتصق بالرئة ونظيره الغشاء البلوري الخارجي المتلصق بالسطح الداخلي للقفص الصدري. ومن الممكن أن تحدث الإصابة بالاسترواح الصدري خلال تلقي علاج طبي بسبب حدوث ثقب بغلاف الرئة، أو عند التعرض لإصابة حادة في الصدر نتيجة لحادث سيارة أو للسقوط من ارتفاع كبير، وكذلك نتيجة للإصابات التي تخترق الصدر كالإصابة بطعنة سكين أو بعيار ناري. وعادة ما يكون نتيجة لمرض رئوي، مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن، والربو والتليف الكيسي، وفي بعض الحالات النادرة يكون ناجما عن الإصابة بسرطان رئوي أو بنقائل سرطانية في الرئتين.
