عادت مشكلة المياه الجوفية التي غمرت منازل المواطنين في عدد من قرى مركز إسنا جنوبالأقصر، لتؤرق حياة الآلاف من سكان تلك القرى الذين لا يعرفون مصدر هذه المياه وكيفية التغلب عليها في ظل عجز مجلس المدينة طوال السنوات الماضية. ويقول إبراهيم محسوب – أحد سكان قرية القرايا: "كل عام في نفس التوقيت تظهر مشكلة المياه الجوفية التي حولت حياتنا إلى جحيم فالمياه تغرق منازلنا بشكل مفاجئ ولا نعرف مصدرها بالتحديد". يضيف محسوب: "أساسات البيوت تأثرت بشكل بالغ وقد تنهار فوق رؤوسنا في أي لحظة، منذ سنوات ونحن نستغيث ولكن لم يتحرك أحد لحل المشكلة بشكل جذري حيث يكتفي مسئولوا مجلس المدينة بإرسال سيارات الكسح لشفط المياه ولا تمر فترة وألا تعود مشكلة المياه الجوفية للظهور مرة أخرى". بينما يقول مصطفى عبدالجواد، أحد سكان قرية أصفون المطاعنة: "رغم أننا نعاني مشكلة المياه الجوفية منذ سنوات عديدة إلا أن الأسباب التي يذكرها المسئولين متضاربة، مرة يكون السبب ارتفاع منسوب المياه في ترعة الرمادي وتارة يكون السبب تهالك شبكات مياه الشرب". يضيف عبدالجواد: "هذه المرة قال مسئولوا شركة مياه الشرب والصرف الصحي إن السبب في ظهور هذه المشكلة هو تهالك شبكات مياه الشرب ونتمنى أن تنتهتي الشركة سريعة من إحلال وتجديد الشبكة وتنتهي هذه المشكلة التي نعاني بسببها أشد المعاناة". ويقول عبدالرحيم حسين، أحد المواطنين: "في ناس هجرت بيوتها بسبب خوفها من انهيارها فوق رؤووس أولادها أساسيات البيوت بقت هشه لا تحتمل ومعرضة للانهيار في أي لحظة بسبب تراكم المياه". من جانبه قال محمد سيد سليمان رئيس مركز ومدينة إسنا أن مجلس المدينة اتخذ عدة إجراءات بالتنسيق مع شركة مياه الشرب والصرف الصحي ومديرية الري لمحاصرة مشكلة المياه الجوفية بدء من التحرك الفوري بسيارات الكسح لشفط المياه مرورا بإحلال وتجديد شبكات مياه الشرب القديمة والمتهالكة والتي قد تكون السبب في هذه الكشلة إلي جانب تبطين وتغطية الترع. بينما أكد المهندس محمد خالد مدير هندسة الري في مركز إسنا جنوبالأقصر على حل مشكلة المياه الجوفية بقرى النمسا والمساوية والقرايا، مشيرًا إلى تغطية ترعة ساحل إسنا بطول 250 مترًا وبتكلفة بلغت حوالى 3 ملايين جنيه لخدمة المواطنين والحفاظ على المياه من التلوث وتغطية ترعة خور المكسر بطول 300 متر لتوسعة مدخل إسنا الجنوبي بتكلفة بلغت حوالي مليون وربع المليون وتم تغطية ترعة الكروم وسط كتلة سكنية بالنجوع لحماية المياه من التلوث. وخلص تقرير سابق للجنة مشكلة من علماء وباحثي معهد البحوث الجوفية التابع للمركز القومي للبحوث المائية بوزارة الري عاينت تلك القرى واتخذت إجراءاتها اللازمة، إلى أن المشكلة ناجمة عن ارتفاع منسوب المياه في ترعة الرمادي، وارتفاع منسوب مياه النيل جنوبي قناطر إسنا. وأوصت بضرورة تغطية ترعة الرمادي لإنهاء المشكلة حيث تمت مخاطبة وزير الري السابق الذي عاين الموقع على الطبيعة. كما لاحظت اللجنة أن المباني المشيدة في منسوب منخفض تظهر فيها أزمة ارتفاع منسوب المياه الجوفية بوضوح، عكس العقارات المبنية في منسوب أرضي أعلى.