تحت أشعة الشمس الحارقة وقف الحاج إبراهيم يتصبب عرقا مع أبنائه حيث لحصاد القمح على مساحة نصف فدان بمحافظة المنوفية؛ تمهيدا لانتظار "الدراسة" ليحصل على حبات القمح ويبيع المحصول لأحد التجار، إلا أنه يرى سعر توريد الإردب الذي حددته الحكومة غير عادل. وأعلنت وزارة التموين والتجارة الداخلية بدء موسم توريد القمح المحلي بسعر 600 جنيه للإردب درجة نقاوة 23.5، و585 جنيها للإردب درجة نقاوة 23، و570 جنيها للإردب درجة نقاوة 22 بزيادة قدرها 180 جنيها في الطن عن متوسط أسعار التوريد العام الماضي. يقول الحاج إبراهيم إن السعر المحدد لا يحقق هامش ربح للفلاحين بعد ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج والكيماوي، مؤكدا أن تكلفة الفدان تتراوح ما بين 7 - 9 آلاف جنيه، وتبلغ إنتاجية الفدان 15 - 18 إردبا قائلا "الفلاح لا يستفيد من زراعة القمح.. يتم زراعته لمدة 5 أشهر". يضيف أحمد مجاهد، مزارع، أنه توقع ارتفاع سعر توريد محصول القمح لهذا العام ليسجل 700 جنيه، وذلك عقب تأخرها في الإعلان عن السعر، لافتا إلى ارتفاع القيمة الإيجارية للفدان ل 8 آلاف جنيه إلى الأسمدة، مشيرا إلى أن الحكومة أحبطت الفلاحين بقوله: "الفلاح هو الضحية.. وسيمتنع عن زراعة القمح بل وبيع أرضه والاتجاه إلى مهنة أخرى"، حسب تعبيره. ويرى صلاح السيد أن التاجر هو المستفيد الاكبر من السعر المحدد، حيث يجمع المحصول من الفلاحين مقابل 550 جنيها للإردب، ويلتقط خالد مزروع طرف الحديق ليؤكد أن "القمح مش بيجيب همه.. عندنا عيال عاوزين نربيهم"، موضحا أن سعر القمح المحلي "بسيط" مقارنة بالمستورد مرتفع التكلفة. كما يشير محمد فرج رئيس اتحاد الفلاحين، إلى أن السعر الذي اعتمدته الحكومة لتوريد القمح، لا يحقق هامش ربح للفلاح، لافتا بأن مكسب الفلاح الوحيد طوال موسم الزراعة -الذي يمتد ل6 أشهر- هو "التبن". وشدد "فرج" على أهمية دعم الدولة لمحصول القمح الاستراتيجي، خاصة أن عدم وجود هامش ربح مناسب للفلاح سيدفعه لزراعة محاصيل أخرى مثل الفاصوليا والبطاطس التي لا تحتاج إلى عمالة كبيرة مثل القمح، مطالبًا بدعم مباشر لمزارعي القمح. وتابع: "القمح المصري يتفوق على المستورد في نسب البروتين حيث أن النسبة في المستورد لا تتعدى ال8% مقابل 18 % بالمصري"، موضحا أنه في حالة انخفاض الإنتاج المحلي سيزيد سعر القمح المستورد. وأعلن الدكتور حمدى جامع مدير مديرية الزراعة في المنوفية، عن استلام 50 ألف فدان قمح حتى الآن، مضيفًا أن لجان استلام القمح جاهزة للعمل اعتبارًا من 15 أبريل الحالي في أماكن التوريد التي سيتم تحديدها بالتنسيق مع مديرية التموين. وتصل المساحة المنزرعة بالقمح هذا العام إلى 124 ألفا و224 فدانًا مقابل 113 ألفا و111 فدانًا العام الماضي.
