ارتفع عدد القتلى المدنيين جراء القصف الذي شنه سلاح الجو الأفغاني، على ما وصفه الجيش بأنه تجمع لعناصر لطالبان في إقليم قندوز شمالي أفغانستان، إلى أكثر من 50 شخصا. وقال الحاج محمد نعيم وهو أحد شيوخ القبائل وشهد القصف، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الثلاثاء، إن الضربات الجوية التي شنتها مروحيات لسلاح الجو الأفغاني أمس الاثنين على معهد ديني بمنطقة دشت إرجي خلفت أيضا 65 مصابا. وأفاد الحاج نعيم بأن أشخاصا معظمهم من المدنيين تجمعوا في المدرسة لحضور حفل لتخريج مرتلي وحفظة القرآن ،والذي جذب طلابا وأئمة من أقاليم سامانجان وبغلان وتاخار وقندوز شمالي أفغانستان. كما نقلت قناة "تولو تي.في" التليفزيونية الأفغانية عن مصادر محلية أن نحو 50 مدنيا قتلوا جراء القصف. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية ، محمد ردمانيش، في مؤتمر صحفي، إن القصف الجوي استهدف "تجمعا عسكريا" لطالبان. وبحسب رادمانيش ، فقد قُتل في القصف 18 من قادة طالبان، بينهم عضو في لجنة زعماء شورى كويتا وزعيمان من طاجيكستان وأوزبكستان. وأضاف رادمانيش أن ضحايا إطلاق النار، الذين تم نقلهم إلى مستشفى قندز أصيبوا على أيدي مقاتلي طالبان الذين أطلقوا النار عليهم بعد الهجوم الجوي. وكلف الرئيس أشرف غني لجنة للتحقيق في الأمر، حسبما أفاد بيان صادر عن القصر الرئاسي. ووعد غني بمساعدة عائلات الضحايا، معربا عن تعازيه. وقال مسؤول بالشرطة في قندوز ،طلب عدم ذكر اسمه، إن 84 من مسلحي طالبان سقطوا بين قتيل وجريح في القصف ، من بينهم عناصر بارزة في طالبان من سامانجان وتاخار وبغلان وبادخشان حضروا الاجتماع . وأضاف المسؤول أن حفل تخرج في مدرسة دينية انتهى في الساعة 11 صباحا (0630 بتوقيت جرينتش) في الموقع ، وبعدها تم عقد اجتماع عسكري لطالبان ، تم قصفه الساعة 1240 بعد الظهر (0810 بتوقيت جرينتش). ومن ناحيته، قال عبد المتين عطيفي ،وهو طبيب ورئيس قطاع الصحة العامة في قندوز، إنه منذ أمس الاثنين ،استقبلت مستشفيات مدينة قندوز ما لا يقل عن 30 من القتلى والمصابين ،والكثير منهم من الأطفال. وقال الحاج نعيم :"كان الأمر مفجعا ... كان الناس يصرخون ويركضون ، انتشرت الجثث والجرحى في كل مكان ، وغطت الأدخنة والغبار المنطقة". وأضاف أن المروحيات "أطلقت ثمانية صواريخ ، فأصاب أول صاروخين أشخاصا بالخارج بالقرب من المسجد ... وأصابت ستة صواريخ أخرى أشخاصا مذعورين يركضون للبحث عن ملاذ في المنطقة". وقالت بعثة الأممالمتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) إنها "تبحث بنشاط في تقارير تثير القلق عن ضرر خطير لحق بالمدنيين أمس جراء الغارة الجوية في دشت إرجي". أما المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد ،الذي قال أمس الاثنين إن الضربات الجوية قتلت وأصابت 150 مدنيا، فقد دعا الصحفيين لزيارة موقع القصف. وعززت القوات الأمريكية والأفغانية الضربات الجوية ضد المسلحين منذ أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أكتوبر، عن استراتيجية أكثر عدوانية في أفغانستان. وجاء في التقرير السنوي لبعثة "يوناما" حول المدنيين لعام 2017 أن عدد الضحايا المدنيين جراء الضربات الجوية للقوات الأمريكية والأفغانية قد تزايد. وجاء في التقرير أن ما لا يقل عن 630 مدنيا قد سقطوا بين قتلى وجرحى في عمليات جوية شنتها القوات الأمريكية والأفغانية ، وهو ما يمثل 6% من إجمالي القتلى والمصابين لهذه العمليات العام الماضي. يشار إلى أن قندوز من الأقاليم الأكثر اضطرابا في شمال أفغانستان . وسقطت عاصمة الإقليم التي تحمل الاسم نفسه في أيدي طالبان لمدة أسبوعين في عام 2015 . وفي عام 2016 ، تسلل مسلحو طالبان مجددا إلى العاصمة وقاتلوا قوات الأمن لعدة أيام قبل إخراجهم منها.
