بلغت أجواء "الحرب الباردة الثانية" بين روسيا من جانب والولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا من جانب آخر ذروتها عقب تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام الجمعية الفيدرالية، الخميس الماضي، والتي كشف فيها عن حزمة جديدة من الأسلحة الروسية الغير قابلة للردع، على حد تعبيره. وقال الرئيس الروسى إن الترسانة الروسية أضافت الإنتاج الجديد من الصواريخ الثقيلة العابرة للقارات ،وصواريخ كروز الموجهة وطوربيد جديد، وأشار تحديدًا إلى صاروخ "سارمات" الجديد، إضافة إلى صواريخ "كينجال" و"أفنجارد" بقدراتهما على تجاوز أضعاف سرعة الضوء، وتصل إلى أهدافها متجاوزة كل الأنظمة الدفاعية التى تصادفها أينما كانت. وأكد بوتين أن روسيا تصنع منظومات أسلحة استراتيجية غير بالستية، تعجز منظومات الدفاع الجوي عن اعتراضها. ويرى مراقبون أن خطاب الرئيس الروسي دشن مرحلة جديد من سباق التسلح بين روسيا والغرب، خاصة وأن القيادة الروسية أعلنت انتهاك معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية "ستارت الجديدة"، في الوقت الذي كان تتبادل موسكووواشنطن الاتهامات في شأن عدم الالتزام ببنود الاتفاقية. وشكك كل طرف في آلية تنفيذ الطرف الآخر. واستبدلت الولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسيا اتفاقية "ستارت 1" باتفاقية "ستارت الجديدة"، عام 2010، والتي تقضي بضرورة الحد من انتشار الاسلحة الاستراتيجية، وذلك بعد نجاح معاهدة "ستارت 1" في ازالة نحو 80 في المئة من جميع الأسلحة النووية الاستراتيجية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. وعند قراءة المعطيات داخل روسيا وخارجها، نجد أن هناك أسباب منطقية دفعت الرئيس الروسي إلى استعراض قوة بلاده أمام الغرب، ونرصدها فيما يلي: 1- دعاية انتخابية مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في روسيا، المقرر إقامتها في 18 مارس المُقبل، من المتوقع أن تزداد وتيرة التصعيد الكلامي من جانب القيادة الروسية، استمالة للناخب الروسي. وأشارت وكالة سبوتنك الروسية إلي أن استطلاعات الرأي التي جرت في البلاد مؤخرا، تشير إلى احتمال فوز بوتين في الانتخابات المقبلة من الجولة الأولى، حيث أظهرت تأييد 67% من الناخبين الروس له. 2- هجوم دير الزور في سوريا برغم محاولات الحكومة الروسية التعتيم على مقتل عشرات المرتزقة الروس في غارات التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة مطلع الشهر الماضي في مدينة دير الزور السورية، لكن وكالة "بلومبرج" الأمريكية كشفت عن مقتل وإصابة نحو 200 شخص، حيث صرح حينها المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن بلاده ليست لديها معلومات بشأن وجود محتمل لروس آخرين في سوريا". وفي 7 فبراير الماضي، أعلنت الولاياتالمتحدة أن غاراتها الجوية على منطقة دير الزور أوقعت مئة قتيل على الأقل بين مقاتلين مؤيدين لدمشق، وقالت إن غاراتها تلك كانت ردا على استهداف مقر المقاتلين الأكراد والعرب السوريين المدعومين من واشنطن. 3- استراتيجية ترامب النووية كشفت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، عبر موقعها الالكتروني، مطلع الشهر الماضي، عن خطط لتعزيز الترسانة النووية الأمريكية، ، قائلاً إن ذلك يأتي رداً على تطوير روسيا ترسانة من ألفي سلاح نووي تكتيكي يمكن أن تهدّد الدول الأوروبية على حدودها. وتنظر الوثيقة إلى الصين وكوريا الشمالية كتهديد نووي للولايات المتحدة، حيث إنهما تطوران أسلحة نووية تتفوق على تلك التي تمتلكها واشنطن، وكذلك إيران لأنها تسعى إلى تعزيز قدراتها لامتلاك الإمكانات الضرورية لتطوير سلاح نووي، على الرغم من توقعيها اتفاقا نوويا في منتصف عام 2015 مما من شأنه أن يحد من قدراتها على امتلاك تكنولوجيا إنتاج سلاح نوو 4- تعزيزات الناتو على حدود روسيا نشر حلف الأطلسي في دول شرق أوروبا مقاتلات وبوارج إلى دول وقام بتخزين أسلحة ومعدات، بالإضافة إلى بيع الولاياتالمتحدةالأمريكية منظومة صواريخ باتريوت للسويد ورومانيا، اللتان ليستا ضمن حلف شمال الأطلسي، حسبما أفادت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية. ونددت موسكو بما وصفتها الطبيعة المدمرة لتلك التعزيزات واعتبرتها محاولة لعزل روسيا سياسيا وعسكريا وتهديدا لأمنها القومي.