يصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، غدًا الأحد، إلى القاهرة في أول زيارة خارجية له منذ تولّيه منصبه في يونيو الماضي. ومن المُقرر أن تستغرق الزيارة 3 أيام ليغادر منها إلى العاصمة البريطانية لندن ثم إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. ويعكس اختيار مصر المحطة الأولى في أول جولة خارجية ل"بن سلمان" منذ تولّيه مهمات ولاية العهد العام الماضي، عمق التعاون السعودي المصري وأنه على أعلى المستويات. وقالت صحيفة عكاظ السعودية إن "زيارة ولي العهد لمصر في هذا التوقيت فرصة لبحث زيادة التبادل التجاري بين البلدين"، مُرجّحة أن تُثمر عن توقيع عدد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم المشتركة في المجالات الاستثمارية. وإلى جانب تفعيل العلاقات الثنائية، يُتوقع أن تبحث قمة السيسي وبن سلمان المُرتقبة، عددًا من الملفات الساخنة والقضايا الإقليمية والدولية، يستعرض "مصراوي" أبرزها استنادًا إلى تقارير سعودية وأمريكية: الأزمة الخليجية يُتوقع أن تتصدر طاولة السيسي وبن سلمان، الأزمة الخليجية التي اندلعت قبل أكثر من 8 أشهر بعد أن قطعت دول السعودية ومصر والإمارات والبحرين علاقاتها مع قطر، مُتهمة إياها بدعم وتمويل الإرهاب. الأمر الذي تواصل الدوحة إنكاره بشدة. يأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه الأزمة حلقة جديدة بعد تبادل اتهامات بمنظمة حقوق الإنسان بمدينة جينيف السويسرية، الأسبوع الماضي، بدأتها الدوحة عندما قالت إن "هناك حصارًا مفروض عليها ينتهك حقوق الإنسان"، لترد عليها دول المقاطعة الأربع في بيان مشترك بأن "الدولة الخليجية الصغيرة هي من أشعلت فتيل الأزمة وتأوي جماعات إرهابية وتواصل التحريض على التطرف". القضية الفلسطينية يُتوقع أن تحتل القضية الفلسطينية مكانتها على طاولة السيسي وبن سلمان، مع اقتراب واشنطن من طرح ما أسمته ب"صفقة القرن" وتوحيد الرؤى حول مفاوضات السلام ووضع القدس خلالها. كان بن سلمان أكّد، في رسالة بعث بها إلى الرئيس محمود عباس، أن القضية الفلسطينية تحظى بأهمية خاصة وأولوية كبيرة لدى العاهل السعودي، حسبما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، الخميس الماضي. وشدّد بن سلمان في رسالته على حرص السعودية وعزمها المتواصل على حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، بما فيها القدسالشرقية. واعتبر أن القرار الأمريكي بشأن القدس "لن تغيّر أو تمس بالحقوق الثابتة والمصونة للشعب الفلسطيني في القدس، وغيرها من الأراضي الفلسطينية المحتلة". النفوذ الإيراني ومع تزايد الاتهامات للنظام الإيراني بدعم الإرهاب ونشر الفوضى في الشرق الأوسط، يُتوقع أن يكون الملف الإيراني حاضرًا في القمة المصرية السعودية، خاصة مع استضافة الرياض منتصف الشهر الجاري قمة عربية يتوقع أن تكون فاعلة ومؤثرة في حلحلة ومعالجة كثير من الأوضاع والأزمات بالمنطقة . واعتبر موقع "ستراتفور" الأمريكي أن لقاء ولي العهد والسيسي قد يُمثّل فرصة جيدة لبحث التدخّلات الإيرانية التي لم تتوقف طيلة الفترة الأخيرة، وطالت أغلب دول المنطقة. النفط وأرامكو ذكر ستراتفور، أن ملف الغاز سيُدرج ضمن الملفات المطروحة، إذ تأتي الزيارة بعد موافقة شركة النفط العربية السعودية "أرامكو" على توريد 500 ألف برميل من النفط الخام شهريًا للمصافي المصرية لمدة 6 أشهر، الأمر الذي يوفر لمصر مصدرًا مهمًا لإمدادات النفط، ما يعد علامة على قوة العلاقات بين البلدين. مكافحة الإرهاب ويُتوقع أن يتم بحث أحدث مُستجدات الأوضاع في البؤر الساخنة في المِنطقة، وتحديدُا اليمن وسوريا وليبيا، خلال الزيارة. وبحسب "ستراتفور"، يُتوقع أن تشهد الزيارة اتفاقًا على التعاون الثنائي حول القضايا الأمنية ومناقشة قضية مكافحة الإرهاب، وبحث استراتيجية شاملة على المستوى الأمني والعسكري، فضلًا عن توحيد الجهود العربية لمكافحة الإرهاب والتطرف وتوفير الأمن للمنطقة، وحماية المصالح العربية. القمة العربية المقبلة وسيناقش السيسي وبن سلمان جدول مناقشات الدورة ال29 من القمة العربية المقبلة، المقرر أن تستضيفها الرياض في 20 من مارس الجاري.