من منا لا يتمنى أن يكون رفيقًا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في الجنة ويسعى إلى ذلك؟ .. ولكن كيف وما السبيل؟ .. السبيل أرشدنا إليه الحبيب صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله في جملة بسيطة ولكن ثمرتها كبيرة جدًا. "أعني على نفسك بكثرة السجود" .. قالها الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم للصحابي الجليل سيدنا ربيعة بن كعب، ولكن ما مناسبة هذه الوصية؟. يقول سيدنا ربيعة بن كعب: "كنت أبيت مع النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله آتيه بوضوئه وحاجته،فقال: سلني يا ربيعة، فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، فقال عليه الصلاة والسلام: أو غير ذلك؟ فقلت: هو ذاك، فقال: أعني على نفسك بكثرة السجود". وهذا هو الشاهد أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، قال: أعني على نفسك بكثرة السجود، وكثرة السجود تستلزم كثرة الركوع، وكثرة الركوع تسلتزم كثرة القيام، لأن كل صلاة في كل ركعة منها ركوع وسجودان .. فإذا كثر السجود كثر الركوع وكثر القيام، وذكر السجود دون غيره لأن السجود أفضل هيئة للمصلي، فإن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد.. فالسجود هو أقصى درجات العبودية، وأجل مظاهر التذلل، وأعذب مناظر الخشوع. وكثرة السجود من أسباب رفع الدرجات عند الله وغفران الذنوب، قال صلى الله عليه وآله وسلم: "عليك بكثرة السجود فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط بها عنك خطيئة". يقول صلى الله عليه وسلم في حديث طويل تحدث فيه عن مشاهد يوم القيامة: "حتى إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار، أمر الملائكة أن يخرجوا من كان يعبد الله فيخرجونهم ويعرفونهم بآثار السجود، وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود، فيخرجون من النار، فكل ابن آدم تأكله النار إلا أثر السجود". كما أن السجود هو ملجأ المؤمن عند الشدائد والمصائب، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا أحزنه أمر يمم وجهه لله ويطيل السجود. فأكثروا من السجود بخشوع وانكسار لله رب العالمين وناجوا ربكم بالدعاء والتضرع، يكن ذلك سببًا في مرافقة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم في الجنة.