كان اليوم عاديا بالنسبة للصبيين خالد وزياد، قررا أن يتسكعا سويا سيرا من منطقتهم "الزلزال" حتى الشارع الغربي في حلوان، وربما تشاركا في لعب "البلاي ستيشن". غير أن مشهد الهجوم على كنيسة مارمينا غير خطة الصغار. الساعة الحادية عشر إلا الربع، يسير الصغيران ومعهم صديق ثالث، ما إن تقدموا خطوات تجاه الشارع الرئيسي، قاطعين منتصف الطريق حتى سمعوا صوت إطلاق رصاص، ركض خالد وزياد متقدمين للاحتماء بمكان قريب، فيما فر صديقهم الثالث عائدا باتجاه منطقة سكنهم. وكان هجوما إرهابيا وقع ظهر اليوم على كنيسة مارمينا بحلوان، وأسفر عن سقوط 8 ضحايا من الأقباط، وأمين شرطة، ومقتل أحد الإرهابيين المتورطين في الهجوم، والقبض على آخر. الخوف كان أكبر من عمر الصبيان لكن المغامرة تملكت منهم في الوقت ذاته "لقينا ورشة بابها مفتوح دخلنا فيها" يحكي خالد عن مشهد الاختباء. رأى الصغيران المسلح من ظهره "كان فاتح النار في الشارع". دخل الرفيقان الورشة المتواجدة بمدخل ضيق، جوار ثلاجة للمياه الغازية، اغلقا الباب الحديدي عليهما فيما يدوي صوت الرصاص بالخارج. رغم الرعب نهش الفضول عقل خالد وزياد؛ أمسك الأخير هاتفه المحمول وأخذ يصور عبر فتحة ضيقة. تمكن من رصد تحرك المسلح بأريحية في الطريق. توقف إطلاق النار، اطمئن ابنا الأربعة عشر عاما لاستقرار الوضع بما يتيح لهما الخروج، غادر زياد لمنزله ونشر المقطع المصور، فيما بقي خالد في الشارع متحدثا عما وقع وعن المغامرة التي قاما بها بغير تخطيط "كنا هنموت بس نجينا" يقولها خالد مبتسما.