التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء أمس الأربعاء، بالمراسلين الأجانب وممثلي وسائل الإعلام الغربية، وعدد من رؤساء التحرير والإعلاميين المصريين، وذلك على هامش جلسات منتدى "شباب العالم" بجلسة "الرئيس يلتقي الصحافة". وضم اللقاء نحو 50 مراسلاً وإعلامياً بينهم علاء الغطريفي، مدير عام التحرير بمؤسسة أونا للصحافة والإعلام، والكاتب الصحفي عمرو الخياط، رئيس تحرير أخبار اليوم، وضياء رشوان، رئيس هيئة الاستعلامات، والإعلامية جاسمين طه، وهناء السمري، وعدد آخر من الإعلاميين. وألقى السيسي كلمة مطولة واستمع لأسئلة الصحفيين والإعلاميين الحاضريين للقاء، استهلها بالاعتذار عن تأخره نصف ساعة عن الحضور في موعد جلسة "الرئيس يلتقي بالصحافة". وبدأ سمير عمر مراسل شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية، الجلسة باستئذان الرئيس السيسي بإلقاء كلمته، التي حملت إجابات صريحة وشاملة عن الأوضاع داخل مصر وخارجها. قضية "ريجيني" قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن الدولة المصرية حريصة على تقديم المتهمين في قضية المواطن الإيطالي جوليو روجيني إلى العدالة. وأكد السيسي أن مصر سوف تعرض تفاصيل القضية للرأي العام العالمي. كان الطالب في جامعة كامبريدج، جوليو ريجيني، 28 عامًا، اختفى في القاهرة في شهر يناير من العام الماضي، ثم عثر عليه مقتولاً بالقرب من القاهرة يوم 3 فبراير وعلى جثمانه آثار تعذيب بعد أيام من اختفائه في الذكرى الخامسة لثورة الخامس والعشرين من يناير. خلية الواحات الإرهابية وعن تلك المسألة قال السيسي إن قوات الأمن استطاعت تصفية الخلية الإرهابية التي نفذت حادث الواحات الإرهابي في 21 أكتوبر الماضي بشكل كامل، باستثناء شخص واحد من الجناة تم القبض عليه وهو من جنسية أجنبية. وأضاف أنه سيتم الإعلان عن شخصية المتهم الأجنبي المقبوض عليه واعترافاته بعد انتهاء جلسات المنتدى في 10 نوفمبر الجاري، مشيرًا إلى أن البؤرة التي هاجمتها قوات الأمن كانت بالقرب من وادي الريان في اليوم وكان هناك احتمالية ترتبيها لتنفيذ عمليات إرهابية أخرى. ولفت السيسي إلى أن العمليات الإرهابية تأتي من الحدود الغربية مثلما حذرنا العالم من قبل من خطورة الذي يحدث في ليبيا. الترشح للرئاسة قال السيسي، إنه ليس متطلعًا لسلطة الحكم في مصر، مشيرًا إلى أنه لا يوافق على إدخال أية تعديلات على الدستور المصري. جاء ذلك ردًا على سؤال الكاتب الصحفي خالد صلاح حول إذا كانت توجد أي نوايا لتعديلات دستورية جديدة، مضيفًا أن العلاقة بين الشعب المصري وبين الرئيس مصدرها الثقة، قائلاً: "علاقتي مع المصريين بنيت على الثقة". أراض للفلسطنين وبالنسبة لدور مصر في تحريك القضية الفلسطينية، قال الرئيس السيسي إن دور مصر ثابت لإيجاد حل يحقق للمواطن الفلسطيني الأمن الذي تأخر كثيرًا والمصالحة كانت أحد العناصر المهمة لاستئناف عملية السلام لأن التحرك في عملية السلام يحتاج إلى عودة الأمور إلى ما قبل 2005 بأن تكون الضفة والقطاع غزة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية وتفتح المعابر مرة أخرى لتخفيف الضغط على سكان القطاع في غزة وحتى لا يتزايد حالة التطرف في غزة. وأكد السيسي أنه لا يمكن لأحد أن يتصور أن يقدم أحد متر من أرض مصر ولا يمكن حل القضية على حساب مصر ولا استطيع أنا أو غيري التفريط في متر من أرض مصر وشعب مصر لن يُسمح لأحد بالتفريط في متر من أرض مصر ومن يفكر في ذلك سيترك السلطة فورًا والقوات العسكرية موجودة لحماية أرض مصر و1200 كيلومتر. وأضاف الرئيس السيسي: اتصور أن تكون هناك مبادرات لحل القضية الفلسطينية في إطار الأراضي الفلسطينية والمرجعيات الدولية ولن يكون الحل على حساب مصر أو غيرها. إطلاق قناة تليفزيونية أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أنه يتم الإعداد حاليا لإطلاق قناة تليفزيونية إخبارية مصرية ذات مستوى عالمي قريبًا، مشيرًا إلى أن مثل هذه القنوات ذات المستوى العالي تحتاج إلى تكلفة كبيرة. العلاقة مع الإعلاميين الأجانب وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رسالة إلى الإعلاميين الأجانب مؤكدًا أنهم يهاجمون الإعلام الغريب عنهم من فرط خوفهم على بلادهم، مضيفًا أن مصر تعاني منذ 7 سنوات من نشر الأخبار غير الدقيقة. وأكد السيسي على ضرورة بذل مزيد من الجهد والتواصل بين هيئة الاستعلامات لتطوير العلاقة مع الإعلام الأجنبي، متابعًا: "نريد التواصل مع الإعلام الأجنبي". جاء ذلك ردًا على سؤال "بي بي سي"- اليوم الأربعاء، حول اتهامات الإعلام المصري للإعلام الأجنبي وتخوين المصريين الذين يعملون فيه. وقال السيسي، أيضًا إنه حرص منذ بداية حكمه في 2014 على ألا يتعرض للإعلام بغض النظر عن الرضا عن الإعلام من عدمه. وأضاف السيسي، أن التجربة الإعلامية المصرية ستنضج بالممارسة وسيكون لها تأثير في مصر، مشيرًا إلى أن الرأي العام المصري أصبح لديه قدرة كبيرة على الفرز. حروب الجيل الرابع دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي، الإعلاميين المصريين لابد أن يحافظ على الروح المعنوية للشعب في ظل الظروف الحالية. وأضاف السيسي، ردًا على سؤال أحد الصحفيين حول أضرار "فيسبوك": "نحن نتعرض لحروب الجيل الرابع والخامس، والشائعات المتداولة عليه تقف وراءها أجهزة من الخارج". وردًا على سؤال حول مدى تفكيره في تدشين حزب سياسي يقف خلفه، قال إنه لا يفكر في ذلك، والأحزاب المصرية الموجودة حالياً كافية. السياحة الروسية أكد السيسي أنه ليست هناك علاقة بين عودة السياحة الروسية إلى مصر وبين إقامة محطة الضبعة النووية، مضيفًا أنه يقدر تماما الموقف الروسي في قضية السياحة وحرص القيادة الروسية على سلامة مواطنيها، وإننا لم نلح على هذه العودة، ونقول إن أي دولة تريد الاطمئنان على مواطنيها الذين يريدون القدوم لمصر للسياحة فليأتي ممثل لها ليشاهد الإجراءات الأمنية القوية في المطارات المصرية. وأوضح الرئيس، أن هناك جهات تعمل على الإضرار بمصر من خلال ضرب السياحة التي تعد مصدرا مهما للدخل القومي، ويمكن رصد ذلك على مدى 30 عاما مضت حيث أن أي عمل إرهابي واحد يؤثر سلبا عليها، مضيفا أن الدولة المصرية لن تسمح بحدوث ذلك وهز الاقتصاد المحلي، وذلك لأن الاقتصاد المصري لن يعتمد مستقبلا على السياحة. السعودية أكد السيسي أنه يثق كل الثقة في ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وفي قدرته على التعامل مع الأوضاع الداخلية وإدارة الأمور بحكمة وعزم، مشيراً إلى ضرورة الالتزام بالإجراءات القانونية التي اتخذتها السلطات السعودية. جاء ذلك ردًا على سؤال من إحدى الصحفيات الأجانب من محطة "بي بي سي" البريطانية، مضيفًا: "كما أنني أثق في قيادات المملكة ولا يمكن أن يتم عمل في السعودية إلا وفقا للقانون، والوضع فيها مستقر وتحت السيطرة تماما". مواجهة الإرهاب أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي على ضرورة أن تكون لدينا قدرات عسكرية لمواجهة الخلل الذي حدث بالمنطقة وأيضا لمواجهة الإرهاب، مشيرا إلى انه كلما تطورت الأمور في اتجاه التخلص من داعش في سوريا وليبيا والعراق يكون تواجدهم في المنطقة الغربية وسيناء في مصر. وقال الرئيس السيسي، إن ما حدث في السنوات السبعة الماضية خرجت العراقوسوريا وليبيا واليمن من المعادلة بشكل أو بآخر وبالتالي حدث خلل في التوازن الإستراتيجي في المنطقة، ولا يجب أن يحدث فراغ يؤثر على أمننا واستقرارنا وبالتالي كان لابد أن تكون لدينا معدات عسكرية لمجابهة الإرهاب الذي نرى أنه لا ينحصر في المنطقة حتى بعد حملة استمرت 3 سنوات في سورياوالعراق بتحالف من أقوى دولة في العالم وبالتالي لابد أن نكون قادرين على التعامل مع الخطر المباشر على مصر. تعزيز عسكري أكد السيسي أنه لابد أن تكون لدينا قدرات عسكرية تعادل الخلل الذي حدث في المنطقة وأيضا لمواجهة الإرهاب وكلما نجحت الأمور في سورياوالعراق للقضاء على الإرهابيين ستتحرك هذه العناصر وسيلجئوا إلى منطقة أخرى فيها ظروف ضعيفة وهناك ميليشيات متطرفة بالفعل ويبدأ تحركهم إلى دول الجوار وإلى أوروبا.
