صدمت الفضيحة الجنسية للمنتج السينمائي هارفي واينستين المجتمع الأمريكي بأكمله، لا سيما وأنه كان واحدًا من أكثر الشخصيات المحبوبة والمعروفة في الولاياتالمتحدة، جمعته علاقات قوية بممثلين كبار أبرزهم ميريل ستريب، وشخصيات سياسية عامة مثل الرئيس السابق باراك أوباما وآل كلينتون. غير أنها لم تكُن الفضيحة الأولى التي تشدها الولاياتالمتحدةالأمريكية، فقد سبقتها عدة وقائع مماثلة، كالفضائح الجنسية التي أحاطت بالرئيس دونالد ترامب، وفيما يلي نستعرضها: هارفي واينستين: نشرت صحيفة نيويورك تايمز تحقيقا، الأسبوع الماضي، استعرضت فيه شهادات ووثائق تؤكد تحرش واعتداء المنتج الأمريكي هارفي واينستين على عشرات النساء، من بينهن عدد كبير من النجمات أشهرهن الممثلة والمخرجة الأمريكية أنجلينا جولي، وجوينيث بالترو، وأشلي جاد، و روزانا أركيت، وغيرهن. وتشمل الاتهامات الموجهة إلى واينستين التحرش والاعتداء الجنسي على النساء، فبحسب شهادتهن، طالبهن بتدليكه، وممارسة الجنس الفموي معه، وأحيانا وصل الأمر إلى محاولته إقامة علاقات جنسية كاملة معهم بالقوة. وأفاد التحقيق بأن ضحايا هارفي لم يستطعن الكشف عما تعرضن له، بسبب إجبارهن على توقيع اتفاقيات بعدم التحدث، وتهديدهن بتدمير حياتهن الفنية والاجتماعية حال التطرق إلى هذا الأمر مع الصحافة أو الإعلام أو أي جهة بإمكانها نشر الأمر. ورغم أن هذه الادعاءات ليست جديدة، إلا أنها خلقت فضيحة تسببت في هز هوليوود، وأصابت المقربين من واينستين بالصدمة، وعلى رأسهم المرشحة الديمقراطية لرئاسة أمريكا ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، فقالت للإعلامي الأمريكي فريد زكريا على برنامجه على شبكة (سي إن إن)، إنها أصيبت بالصدمة، والاشمئزاز والانزعاج عندما علمت بالأمر. وكان واينستين من أبرز الداعمين للسياسيين الديمقراطيين الأمريكيين، وقاد عدة حملات تبرع لمرشحي الحزب للانتخابات الأمريكية، من بينهم كلينتون، والرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. وتسببت هذه الفضيحة في استقالة 4 من مجلس إدارة شركة واينستين للانتاج، وفصله عن عمله، كما أعلنت زوجته انفصالها عنه بشكل نهائي. رومان بولانسكي منذ فترة وجهت سيدة تدعى ريناته لانجر اتهامات للمخرج البولندي الحاصل على جائزة الأوسكار رومان بولانسكي، زعمت فيها أنه اغتصبها عام 1972، فقرر القضاء السويدي النظر في الأمر. وقال لانجر، ممثلة وعارضة أزياء سابقة، إن بولانسكي اغتصبها حين كانت في الخامسة عشرة من العمر. ولا يعد هذا أمرا جديدا على المخرج البولندي؛ ففي التسعينيات وجهت تهم بالتحرش واغتصاب الأطفال للمخرج البولندي الحاصل على جائزة الأوسكار بولانسكي، ومن بينهم تهمة باستدراج فتاة في 13 من عمرها، وإجباراها على ممارسة الجنس معه. واعترف بولانسكي بالتهمة، وقضى 42 يوما خلف القضبان، وبعد إطلاق سراحه سافر إلى فرنسا خوفا من الحكم عليه بالحبس، ولأنه يحمل الجنسية الفرنسية، لم تستطع الولاياتالمتحدة الحصول عليه والزج به في السجن. وأصدرت الولاياتالمتحدة قرارا عاما 1997، بأنه إذا عاد إليها مرة أخرى سوف يدفع ثمن جرائمه، ويقضى عقوبته. بيل كوسبي: في واقعة مماثلة لواينستين، اتهمت حوالي 60 امرأة الممثل الأمريكي الشهير بيل كوسبي بالاعتداء عليهن جنسيا، ما أنهى حياته المهنية، وقضى على سمعته الطيبة ونزع عنه لقب "أبو الأمريكان" الذي حصل عليه خلال مشواره الفني الطويل. وبدأت الأزمة بعد اتهام أندريا كونستاند، الإدارية السابقة بفريق كرة سلة نسائي، بتخديرها والاعتداء عليها جنسيا عام 2004، ثم خرجت أكثر من امرأة تتهمه بفعل ذلك معهن، ومن بينهم فنانات شابات، أشاروا إلى أنه عرض عليهن ممارسة الجنس معه مقابل مساعدتهن على الانطلاق في هوليوود، وتحقيق نجاح وشهرة في أسرع وقت ممكن. وفي حال إدانة هيئة المحلفين لكوسبي، فمن المتوقع أن يقضى الممثل الأمريكي، 79 عاما، والذي فقد بصره تماما، عشر سنوات كحد أدنى في السجن. في المقابل، نفى كوسبي الاتهامات الموجهة له بالاعتداء الجنسي، وقال أمام المحكمة إنه حصل على مهدئات وأعطاها لنساء، ولكنهن تناولنها طوعا. وبرر الممثل الأمريكي الاتهامات الموجهة إليه، بأنها محاولة لتحقيق الشهرة، والحصول على مكاسب مادية، وطالبهن بتعويضات مادية لم تحدد قيمتها وقال إن النساء تسببن في تعرضه لضغوط نفسية. دونالد ترامب: خلال حملته الانتخابية، في سبتمبر الماضي، اتهمت امرأتان ترامب، المُرشح الجمهوري للانتخابات الأمريكية وقتذاك، بالتحرش بهما جنسيا أثناء لقاءات جمعتهم منذ سنوات، بحسب ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز في أكتوبر العام الماضي. وكشفت إحدى السيدات، والتي تُدعى جيسكا ليدز، إن ترامب اعتدى عليها أثناء رحلة جوية إلى مدينة نيويورك قبل أكثر من ثلاثة عقود، وأشارت سيدة أخرى إلى أن ترامب تحرش بها خلال عملها كموظفة استقبال في شركة واقعة في برج ترامب عام 2005. ودحض ترامب هذه الاتهامات، مؤكدا أنها شائعات مُغرضة هدفها الإيقاع بها وتمهيد الطريق لمنافسته الديمقراطية، وقال جيسون ميلر، المُتحدث باسمه وقتها أن تلك الاتهامات مُجرد خيال، وقال في بيان إن ما نشرته نيويورك تايمز محض خيال، وأنها نشرت تلك القصص بهدف النيل من شخص ترامب. إلا أن الصحيفة الأمريكية نشرت بعد أيام، تقريرا تضمن شهادت تيمبل تاجارت، ملكة جمال ولاية يوتا سابقا، التي روت أن ترامب قبلها رغما عنها عدة مرات. كما نقلت وسيلتان إعلاميتان أخريان هما صحيفة "بالم بيتش بوست" وقناة تابعة لشبكة "إن بي سي" إفادة امرأتين أخريين وجهتا اتهامات مماثلة إلى الرئيس الأمريكي، بحسب ما نقله موقع "دويتشه فيله". كما أثار مقطع الفيديو لمقابلة أجراها المذيع بيلي بوش مع ترامب عام 2006، وانتشر خلال الحملة الانتخابية، ضجة كبيرة في المجتمع الأمريكي، إذ يُدلي فيه المرشح الجمهوري تصريحات مُسيئة للنساء، وتحدث عن طريقته في إغوائهن. ومن أجل تهدئة الموقف، أصدر ترامب بيانا مصورا أعرب فيه عن أسفه على الإدلاء بتلك التصريحات المُشينة، وأعلن أنه تغير. لكنه أثار موضوع خيانات الرئيس السابق بيل كلينتون وانتقد منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون بحدة وقال إنه سيتوسع في تناول ماضيهما. بيل كلينتون تورط الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون في أكثر من فضيحة، إلا أن أكثرهما شيوعا ما يُعرف باسم "فضيحة مونيكا" التي أثرت على سمعته السياسية ومركزه الاجتماعي. خلال فترة رئاسة كلينتون، انتشرت أقاويل عن علاقته الجنسية بمتدربة في البيت الأبيض تدعى مونيكا لوينسكي، وحاول كل منهما التأكيد على أن العلاقة لم تتطور إلى حد المعاشرة الجنسية الكاملة، حتى أعلنت ليندا تريب، صديقة مونيكا المقربة، أنها تملك تسجيلات تؤكد تورط الرئيس الأمريكي في علاقة مع الفتاة التي تصغره ب24 عاما. وفي فترة التسعينيات خرجت سيدة تُدعى بوبي آن ويليامز، تؤكد أنها أقامت علاقة مع كلينتون وأنجبت منه طفل "داني ويليامز" وتطالبه بالاعتراف به، فأجرى كلينتون فحص بصمة وراثية "دي.إن.إيه"، إلا أن النتائج أثبتت عدم وجود أي صلة بينه وبين الرئيس الأمريكي آنذاك. ومنذ فترة قصيرة، عاد ويليامز للمطالبة بحقه، وقال لعدد من الصحف ووسائل الإعلام إن ما يفعله ليس له علاقة بالسياسة أو المال، فما يهتم به هو كشف الحقيقة، وفهم سبب تخلي كلينتون عنه.