أعتاد ملاك المتاجر بشارع المجيدي، أكبر شوارع مدينة ملوي في المنيا، استفسار الوافدين من أحياء المدينة وقراها، عن مركز تأهيل طبي يملكه دكتور شاب، معروف عنه براعته في علاج صعوبات النطق والتعلم لدى الأطفال، بالإضافة إلى أنه يمتلك أحدث أساليب وأجهزة علاج ضعف التآزر الحركي، والشلل الدماغي، والتوحد. لم يخف سكان المنطقة، وأصحاب المتاجر دهشتهم من النجاح اللافت الذي حققه الطبيب الشاب الحاصل على شهادة دراسية من أحد البلدان الأوروبية، بحسب ما كتب على لافتة مركزه الطبي، الطبيب حقق نجاحًا كبيرًا وذاع صيته في أقل من أربعة سنوات، وأصبح الانتظار والزحام أمرًا اعتاد عليه المترددون على عيادته. قبل ثلاثة أيام، فوجئ سكان المنطقة بلجان طبية وإدارية تقتحم المركز الطبي، المملوك للدكتور الشاب، معززة بقوات الشرطة، وشاهدوا الطبيب مقبوضًا عليه، يقتاده رجال المباحث إلى سيارة الشرطة، وهو مكبل اليدين. بعد دقائق، تبين للأهالي، أن مداهمة المركز الطبي، تمت بمعرفة إدارة العلاج الحر بمديرية الصحة، ليس لكون "عيادة" الطبيب بدون ترخيص، بل لأن الطبيب ليس طبيبًا، بل موظف بإدارة الشباب والرياضة. وتبين أن فريقًا من قطاع من إدارة التفتيش المالي والإداري بمحافظة المنيا، رافق مندوبي إدارة العلاج الحر، عقب إبلاغ سلطات الأمن عبر محضر رسمي، بالتأكد من أن الطبيب المزيف منتحل صفة طبيب لعدة سنوات، وأنه موظف بإدارة للشباب والرياضة، بإحدى قرى مركز ملوي، دفعته جرأته ليس لانتحال صفة الطبيب فقط، بل تجرأ على الاحتفاظ بوظيفته الحكومية. وكشفت التحريات الأمنية والإدارية الصحية، عن أن الطبيب المزيف أدعى حصوله على درجة الدكتوراة من دولة ألمانية الاتحادية، وتمادى في زيفه بإدعاء نيله درجة الزمالة من أحد الأكاديميات العالمية، ولم يتردد في الظهور ببرامج صحية في إحدى القنوات الفضائية الإقليمية، المملوكة للتليفزيون الرسمي بصفته الوهمية، مقدمًا سيلًا من النصائح الطبية والصحية للمشاهدين، مدعيًا قدرته على علاج العديد من العلل العصبية والحركية، بالإضافة لزراعة "القوقعة" لضعاف السمع. وفي جرأة لافتة علق الطبيب المزيف لوحة تفيد بأنه استشاري تخاطب بكلية طب القصر العيني. وتمكنت إدارة العلاج الحر بمديرية الصحة بالمنيا، قبل ثلاثة أيام بالتعاون مع الإدارة العامة للتفتيش المالي والإداري بالمحافظة، من ضبط موظف في الشباب والرياضة، يدعى "محمد. ي. ط. م"، ينتحل صفة طبيب مخ وأعصاب وتأهيل حركي، و تم ضبطه يزاول المهنة المنتحلة داخل عيادة خاصة بشارع المجيدي بمدينة ملوي. وأعدت حملة تحت إشراف الدكتور أمنية رجب، وكيل وزارة الصحة بالمنيا، قادتها الدكتورة أسماء ماهر عثمان، مدير إدارة العلاج الحر، بالتعاون مع إدارة التفتيش المالي والإداري بالمحافظة، لضبط المدرس المنتحل صفة طبيب، وبمفاجأة المنشأة الطبية، وجد أن الشخص المتواجد فيها، مدرس وينتحل صفة طبيبز وحرر محضر بالواقعة بمركز شرطة ملوي، وووجه للنيابة العامة، بتهمة انتحال صفة طبيب ومزاولة مهنة الطب بدون ترخيص، ويجري حاليًا استصدار قرار إغلاق إداري للمركز الطبي.
