قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، إن الوحدة العسكرية وتحقيق التكامل العسكري بين الدول الإسلامية أمر في غاية الأهمية، وليس بالضرورة أن يكون للمسلمين جيش واحد وقيادة واحدة، ولكن توقيع اتفاقات بين الدول الإسلامية للدفاع المشترك ضد أي اعتداء يقع على أي دولة إسلامية. ولفت شومان- خلال المؤتمر الصحفي، الذي عقده الثلاثاء بماليزيا، على هامش مشاركته في مؤتمر الوسطية- إلى أنه لا مانع من تكوين تحالف على غرار "حلف الناتو"، تشارك فيه جميع الدول الإسلامية، وتحدد اتفاقياته كيفية تعامله وتدخله عند حدوث الأزمات دون تعقيدات ومفاوضات قد لا يحتملها الوقت عند حدوث الأزمة. وطالب شومان، شباب الأمة الإسلامية بأخذ العبرة مما حدث ويحدث في بعض الدول الإسلامية التي فقدت الاستقرار والأمان نتيجة انقسام بعض الشعوب على نفسها والوصول إلى الاقتتال فيما بينهم. وأضاف وكيل مؤسسة الأزهر، أن حالة الانقسام التي شهدتها تلك الدول لم ينتج عنها أي خير بل تحولت إلى أسوأ مما كانت عليه ففقدت الأمن وفقدت معه كل شيء. وأوضح وكيل الأزهر أن أعداء الأمة استغلوا الشباب من خلال توجيه فكرهم نحو المشاكل الداخلية على أنها خلاف مع نظام الحكم، ومحاولة توجيه تلك الأفكار الخلافية على أنها خلاف ديني وإصلاحه واجب ديني أيضا، من أجل زعزعة استقرار الدول وزوال أمنها وسقوط أنظمتها ليسهل لهم القضاء والانقضاض عليها. وشدد شومان، على ضرورة أخذ العبرة من الدول التي خرجت منها الجماعات المسلحة على حكامها، متسائلاً: "هل حلت مشاكلهم ؟!"، لافتًا إلى أن هذه البلاد تراجعت ودمرت مبانيها وتم تهجير أبنائها، مؤكدا أن علماء الأمة عليهم واجب كبير في تحذير الشباب وحمايتهم من هذه الأفكار. ولفت إلى أن الإسلام دين سلام لا يحمل عداءً لأحد، وأمرنا بالدفاع عن أنفسنا ورد الاعتداء، وأن الوحدة الإسلامية هي الضمانة لتحقيق التعايش السلمي ونبذ التطرف والإرهاب بكل صوره وأشكاله.
