رصدت عدسة "مصراوي" المسجد الذي أقامه الانتحاري ممدوح أمين محمد بغدادي بنجع الحجيري بقرية الظفرية، بمركز قفط بجنوب محافظة قنا، المنفذ الرئيسي لتفجير كنيسة مارجرجس بطنطا، طبقًا لبيان وزارة الداخلية. وأفاد أهالي القرية بأن الانتحاري ممدوح البغدادي أقام هذا المسجد الصغير "الزاوية" على نفقته الخاصة لرفضه الصلاة بمساجد القرية المنتشرة بها البدع والمخالفات الصوفية، على حد وصفه، وكان يرفض الصلاة خلف أئمة نجع الحجيري بالظفرية بقفط لكونهم "كفارًا"، طبقًا لما كان يجاهر به من أفكار. وكان هذا المسجد يستقبل به "البغدادي"، أنصاره من أصحاب الفكر المتطرف، طبقًا لروايات أهالي القرية، وعند دخول عدسة كاميرا "مصراوي" للمسجد، عُثر على عدد من الكتب التي تدعو للأفكار المتشددة، والتي على رأسها سلسلة كتب ل"سيد قطب"، وكتب تكفّر من يُقصّر في تنفيذ السنن والنوافل، وكتب أخرى تحث الشباب على العزلة عن المجتمع المصري وتصفه بالجاهلي الذي تغيب عنه الحاكمية الحقة لحدود الله، على حد تعبير الكتب، ووجوب الجهاد لمناصرة المستضعفين في الأرض من المسلمين. وذكر أهالي القرية أن الانتحاري كان يخطب الجمعة بهذا المسجد بشكل دوري حول موضوعات هامشية ومتشددة، تخص تقصير الثياب للرجال وتحريم مشاهدة التلفاز، ومناصرة المجاهدين بسوريا والعراق، وتحريم نمص الحواجب للنساء، ووجوب ختان الإناث وكانت تلك الخطب تلقى إقبالاً من قِبل عدد من الملتحين ممن يؤمنون بأفكاره، وأضافوا أنه كان يطيل صلاة التراويح بالمصلين بشكل مبالغ فيه، و كان يكثر من اجتماعاته المغلقة مع أنصاره داخل المسجد بشكل كان يثير الريبة لدى أهالي نجع الحجيري. وأبدى عددٌ من الأهالي تعجبهم من قيام الانتحاري، سالف الذكر، ببناء المسجد الصغير على نفقته الخاصة وقت ارتفاع أسعار الحديد والأسمنت رغم كونه من أسرة فقيرة جدًا كانت تسد حاجتها بصعوبة، إلا أنه ظهر عليه الثراء فجأة بعد ثورة 25 من يناير. وأضاف أهالي القرية أن بغدادي "كان على خلاف معهم في كثير من الأحيان لرغبته في فرض آرائه المتشددة، وكان دائمًا يصفهم بأهل البدع والفسق والمجون". كانت وزارة الداخلية قد أعلنت في بيان لها، مساء أمس الخميس، تحديد هوية مفجر كنيسة مارجرجس بطنطا عبر مطابقة البصمة الوراثية لأشلائه بعينات من أهله، وهو "ممدوح أمين محمد بغدادي"، من مواليد 25 يونيو 1977، وكان يقيم بنجع الحجيري بمركز قفط بجنوب قنا.
