واصلت جيوش النمل الأبيض " القرضة " هجماتها علي سكان قريتي العديسات والشغب التي تبعدان نحو 20 كيلو مترا عن مدينة الأقصر جنوبا، حيث يمتلك هذا النوع من الحشرات سلاحا فتاكا لا يمكن لسكان تلك القري الفقراء مقاومته بإمكانياتهم المحدودة فمنازلهم المتواضعة التي شيدت بالطوب النيئ وأخشاب النخيل والأشجار تعد بيئة مناسبة لمستعمرات " القرضة " التي دمرت أثاثات بيوتهم وأسقفها ونوافذها وأبوابها الخشبية وأجبرت بعضهم علي الرحيل واللجوء لقري مجاورة يحتمون فيها من غزواته المتتالية . " سقط منزلي بسبب انتشار النمل الأبيض فى جميع جوانبه، وراح كل ما كان فى المنزل من أثاث، وما تبقى تم حرقه حتى نقضى عليه ولكن بلا فائدة "، هكذا بدأ بغدادي سعدي 35 سنة أحد مواطني نجع الشيخ حديثه . ويضيف بغدادي، أسكن فى هذا المنزل منذ أكثر من 8 سنوات، وتزوجت فيه وتم تجهيزه بتكاليف عالية ولكنه سقط فجأة، وكانت الخسائر كبيرة، وأقيم الآن أنا وأولادي عند أحد أقاربي . ويقول عبد الباسط العربي، 58 سنة مفعول المبيد الذي تقوم وزارة الزارعة برشه ليس له فائدة حيث يذهب مفعوله بعد الرش بثلاث شهور ليعود النمل كما كان وأكثر. ويشير العربي إلي إن سقف منزله " المعروش" بجذوع النخيل سقط أكثر من مرة، وفى كل مرة يقوم بإعادة تشييده مره أخرى ولكنه ينتظر سقوطه فى أية لحظة، لأنه لا يملك تكاليف تشييده بالخرسانة، حتى يمنع دخول النمل الأبيض إليه مرة أخرى . ويوضح محمد كمال مدير عام مكافحة الآفات وأمراض النباتات بمديرية الزراعة بالأقصر، إن النمل الأبيض حشرة تعيش فى الظهير الصحراوي تحت الأرض، ويتفاعل مع أي شيء يدخل فى تركيبه السليلوز، مثل الأخشاب التي يصنع منها الأثاث والورق والملابس القطنية وغير ذلك . ويضيف كمال هناك عدة طرق للمقاومة منها الرش الأرضي، وعمل خنادق حول المنازل والمنشآت المصابة بطول 30سم وعرض 30سم، على أن تتصل بداية الخندق بنهايته، ومنها أيضا الرش الهوائي وهذا ما حاولنا تطبيقه فى نجع الشيخ سلطان، ولكن منعته وزارة البيئة لأنه يؤدى إلى تلوث البيئة، فلم يعد أمامنا سوى الرش بالحفر تحت المنازل، ولكن هناك بعض الأهالي رفضوا الحفر تحت منازلها.
